قهوة المساء ” غلاء الأسعار”… داوود الأسطل
قهوة المساء : غلاء الأسعار
( أَرخِصوا الزبيب بالتمر )
قاعدة فقهية في تحدي الغلاء وهي تتمثل في استبدال السلعة الشحيحة بسلعة أخرى متوفرة تؤدي نفس الغرض .
فقد اشتكى الناس في المدينة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب ارتفاع سعر الزبيب وكان في الكوفة فكتب لهم ( أرخصوا الزبيب بالتمر ) أي استبدلوا السلعة كي يقل الطلب عليها فيقل ثمنها .
وهناك وسيلة أخرى لمواجهة الأسعار وهي ترك شراء السلعة حتى تتكدس ويقل ثمنها ، فقد اشتكى الناس في عهد عمر بن الخطاب ارتفاع ثمن اللحم ، فقال لهم ( أرخصوه أنتم ) فقال له الناس كيف نرخصه ونحن لا نملكه ، فقال لهم : اتركوه ولا تشتروه .
إن المجتمع يعاني معاناة شديدة جرَّاء غلاء السلع الأساسية ، سيما وأن البطالة عالية والأجور متدنية ، والدخل بشكل عام في حالة ضعف شديد .
إذن ما هو الحل ؟
الحل بأيدي الناس ، حيث أن ولاة الأمر في الحالتين السابقتين جعلوا الحل للخروج من أزمة الغلاء مرجعه إلى المستهلكين ، ولكن الملاحظ في معظم الأزمات أن الناس تتسابق إلى احتكار السلعة وتخزينها والمساهمة في استنفاذها من السوق وحيازتها في البيوت إذا ما شعروا أو سمعوا بالغلاء ، وهنا تكمن المشكلة .
فبدلاً من العويل والصراخ ، دعوها تتعفن في مخازن التجار .
ومن ناحية أخرى التحكم في عملية الشراء بحيث اتباع سياسة التقشف والتقليص ، فإن جيوب المستهلكين تنفد ، وجيوب التجار والحكام تنتفخ .
ولعل البعض يرى الإستحالة في تنفيذ مثل هذه القواعد ، وهذا كلام صحيح لأن الشعب لم يتأهل لذلك ولم يتعود أن يكون صاحب الكلمة الفصل ، بل إن الأمر تعدى ذلك ، وأصبحنا عبيداً لشهواتنا .
المشكلة فينا ، فهل ننتفع بالنصيحة وبالتجارب الصالحة ونعلن ثورة في داخلنا نحن أربابها دون إراقة قطرة دم واحدة .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
17/6/2022
التعليقات مغلقة.