قهوة المساء : فأما الزبد فيذهب جفاءً بقلم الأستاذ داوود الاسطل
قال تعالى : ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) الرعد 17
الزبد هو ما طفى فوق الماء ، أو ما اعتلى القدر ، أو ما خرج من شوائب المعادن ، فمنه المائي ، ومنه الناري وكأننا نذهب في مقصودنا الى ضرب الأمثال القرآنية بأن الحق محمولٌ باللين ، محميٌ بالنار .
هناك الكثيرون ممن أغرقنا رذاذ ألسنتهم شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع ، ركبوا الموجة وانتفخت أوداجهم كذباً ونفاقاً ، يصرخون ليستمع الحمقى ويصدقون ، وهم في الواقع غثاء كغثاء السيل لا ينفع أحدا ، بل كالزبد يتجمع على جنبات الوادي فيزيده قبحا .
إن أولئك المنتفخون كالزبد يصعدون صعودا مؤقتاً يحسبهم الجاهل معادنٌ أصيلة ولكن صعودهم هذا صعوداً مؤقتا ، إلى زوال ، أما البقاء فهو لمن كان على الحق ظاهرا لا تثنيه رياح الغدر ولا تكسره عواصف الخذلان .
أيها الاخوة المناضلون في كل بقاع الأرض :
كما للسيل زبد ، وكما للمعادن شوائب ، فإن لقلوبنا وعقولنا أيضا زبد مثله ، فلا تسمحوا لزبد عقولكم الطغيان على ما منحكم الله من حكمة وتعقل ، واستبعدوا شوائب قلوبكم وعقولكم بما أوتيتم من صبر وجلد ، لن يتحققا الا اذا اكتويتم بجمر الظلم ، فتصقل أفكاركم وقراراتكم نقية بلا شوائب وتبقون على الحق ظاهرين وإن علا زبد الباطل فمصيره الى زوال .
وأخيرا أقول ، مهما اختلطت بالحق شوائب العابثين فلابد أن نصارعه بالحركة الدائمة والإصرار على العمل الدؤوب لتحقيق أهدافنا وتعرية الباطل فإنه كلما زاد الظلم ضراوة ، ازددنا بحثا عن الحق في قلوب المناضلين
فلسطين – غزة
17/8/2021
التعليقات مغلقة.