قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 10 ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
القاعدة العاشرة : المرء على دين خليله
يقولون في الأمثال : جاور السعيد تسعد
وتقول القاعدة : احذر من البائسين حتى لا تنتقل اليك عدواهم .
الناس أصناف :
فمنهم السعيد المتفائل ، ومنهم الشقي البائس المتشائم ، ومنهم المتشائل التي تختلط احواله .
ويتأثر الإنسان بمن يخالط من الناس ايجابا وسلبا ، وأكثر ما يتأثر من محيط المعارف والأصدقاء ، الذين يدفعونه الى سلوك معين ويؤثرون في انفعالاته الذاتية كتناضح انفعالي طبيعي .
والأساس في ذلك هي المشاعر والأحاسيس التي تؤثر في سلوك الفرد وانفعالاته ، ويجدر الاشارة الى بعض تلك المشاعر والأحاسيس على سبيل المثال لا الحصر : –
اولاً : الشعور بين الرضا والحسد
بعض الناس يرضون بما قُسم لهم فهم سعداء يعيشون في هدوء وسكينة .
وعلى النقيض تماما فهناك أناس يحسدون الناس على ما في أيديهم فهم يعيشون في ظلام وتعاسة .
ومن الناس من يقف في الوسط فإما ان يجاور السعيد ويرتقي الى مرتبة الرضى ومنهم من يجاور الحاسد البغيض فتأكله نيران حقده .
ثانياً : الشعور بين التفاؤل والتشاؤم
بعض الناس تراهم دوما متفائلون ، ينظرون الى الحياة بجمالها وزخارفها فيدفعهم تفاؤلهم الى الرقي والازدهار .
وبعض الناس متشائمون لا يرون الا الظلام ، محاطون بهالةٍ من البؤس والاحباط ، يوهمون انفسهم بأن الكون لا يصلح بدونهم ، او ان الحياة لا تستحق التعب والضحك في وجهها .
ومن الناس من يقف بالمتوسط فيحاول ان يجاور المتفائلين ويصادقهم ويختلط بهم ، ومنهم من تاخذه الرياح الى وادٍ سحيق مختلط بالبؤساء والمحبطين .
ثالثاً : الشعور بين المساواة والظلم
بعض الناس يسعى بالجد والاجتهاد ليكون متساوٍ في المجتمع مع طبقاته المختلفة ، فهم دائموا الحيوية والنشاط .
وبعض الناس تأكله نيران الغيرة والحسد ، فلا يرى الا نفسه ، فهم دائموا الشعور بالظلم ، دائموا الشكوى دونما أن يتقدموا خطوة واحدة تجاه كسب حقوقهم التي يعتبرونها مسلوبةٌ منهم .
ومن الناس من هو حائرٌ في أمره ، أهو مظلوم فينادي بالمساواة ام ينظر الى تطوير ذاته فيتطور وفقا لما بين يديه من موارد تتيح له التحسين من ذاته .
رابعاً : الشعور بين الحب والكراهية
الحب هو الرسالة السامية التي جُبِل عليها الانسان ، وفيه الرحمة والمودة والتعامل الايجابي بين الناس ، فمن الناس من يحبون لأنفسهم وللآخرين الخير بقلوب طيبة دافئة .
ومنهم من اشتعلت قلوبهم بالكراهية والحقد فساءت اخلاقهم واصبحوا عدوانيين مجرمين .
ومن الناس من يمسك عصاه من منتصفها فإذا استقرت حالته العاطفية كان ودودا محبا واذا ما غلبه غضبه كان كالثور الهائج .
ان مخالطة الناس فيها عدوى ، فإن كان محيطك متفائلا ايجابيا محباً ، فلا بأس من الاختلاط ، واما ان كان المحيطون بك من البؤساء الحاسدين الباغضين ، فإما الإبتعاد والتخلص منهم ، وإما الحجر ، فالحجر الصحي هو العلاج الأمثل لانتشار الأوبئة .
فلسطين – غزة
15/12/2021
التعليقات مغلقة.