قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 19 ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
القاعدة التاسعة عشر :
التقييم الأمثل
التقييم هو عملية تقدير منضبط واعطاء قيمة محددة للأشخاص ليكن اساساً في السلوك النفعي بين الناس .
وفي حياتنا اليومية نحتاج الى تقييم مستمر لسلوك الناس من حولنا مراعين قواعد الانضباط الأخلاقي ، حتى لا نقع في المحظور ، وتَقَلُب الازمان سُنَّةٌ كونية ، فمن كان ضعيفاً بالأمسِ تراه قوياً في الغدِ والعكس بالعكس صحيح .
قال تعالى :
( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ) آل عمران 140
الإنسان بطبعه متسرع ، ولكن ما يجب عليه هو الاتزان في الحكم على الناس والتأكد من نواياهم لأن في ذلك فوائد كثيرة تجنبه من الوقوع في الجهالة التي تؤدي حتماً الى دفع أثماناً غالية ،
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات6
من المفيد ان أذكر بعض أنماط الناس كي تتضح الفكرة :
النمط الأول : المتغطرسون
هؤلاء الناس متكبرون ، تأخذهم العزة بالإثم ، شديدوا الإنفعال ، شديدوا الغضب ، بطشهم شديد وريبهم شديد .
النمط الثاني : الخائرون
هؤلاء الناس شخصيتهم هشَّة ، لا يثقون في أنفسهم ولا يثقون فيمن حولهم يلتجئون دوما إلى أساليب التشكيك والتخوين والتجريح ، ينتظرون الفرص الملائمة ليقتنصوا ضحيتهم من خلف الستائر المظلمة .
النمط الثالث : المرتابون
هؤلاء الناس يحسبون أن كل صيحةٍ عليهم ، فهم مضطربون ، شكاكون ، دوما يفترضون سوء النوايا ، فيأكلهم الشك والظن السيء فيحشرون أنفسهم في زوايا العزلة .
النمط الرابع : الثعابين
هؤلاء الناس خبثاء حاقدون ، لا يبدون حقدهم بل يدَّخروه الى وقت قوتهم ، وحينها ينفثون سمومهم دفعة واحدة ، إنهم أناسٌ باردون في مشاعرهم ولا يتأثرون بمشاعر الآخرين .
خامساً : المتبلدون
باختصار شديد جداً ، هؤلاء الناس هم الشعب المغلوب على أمره ، تَبَلَدَ من كثرة الجَلد .
معظم الناس يُظهِرون أنفسهم على أنهم ضحايا ومظلومين وأبرياء ، فينتج عن ذلك أبطالٌ مزيفون يدافعون عن الحقوق والكرامة وهم في حقيقة الأمر مصابون بالخيبة والهزيمة النفسية والخداع ، لذلك فهم يسعون جاهدون لرتق هذا الخلل وتصويب مسار حياتهم بالطرق السلمية .
خلاصة القول لا يوجد أحد بلا قيمة أو أهمية فالناس متساوون كأسنان المشط اذا عرفوا قيمة بعضهم البعض وتجنبوا الاحتقار فيما بينهم ، فالاحتقار سلوكٌ لا يُنسى ، ويدومُ ألَمُهُ طويلا .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
9/1/2022
التعليقات مغلقة.