قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 39 ) القاعدة التاسعة والأربعون بقلم الأستاذ داوود الاسطل
( الإستفزاز )
الإستفزاز هو مجموعة من الإنفعالات السلوكية المثيرة التي تؤدي الى فقدان السيطرة وعدم التحكم بالأعصاب .
ويعتبر اسلوباً لإستثارة الطرف الآخر بهدف إظهار ما يخفيه ، أو بهدف إسقاطه في شرور انفعالاته لرفع الهيبة والوقار عنه ، وقد يكون وسيلة للترويع بهدف تمرير قرار معين أو سلوك معين .
قال تعالى :
( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) الزخرف54
إن الغضب والانفعال من الأخطاء الاستراتيجية الخطيرة التي تُفقد صاحبها مكانته وهيبته ووقاره ، ولذلك يعتبر الاستفزاز سلاح فتَّاك في التفاوض والتحاور ، فكلما استطعت أن تُغضب خصمك وتُفقده أعصابه ، كلما تحكمت فيه بهدوئك ووقارك .
ولكن لا يعني ذلك الكبت ، بل يعني تغيير التكتيك وإعادة النظر للأمور ، لأنه في عالم السطوة ليس هناك مكاناً لشخصنة الأمور وانما القدرة على التحكم بالطاقة الإيجابية .
وعليه فإن القاعدة الأقرب لذلك الفهم هي :
( تحريك الماء الراكد يُدخل الأسماك في شباكك )
لقد استطاع السحرة استفزاز فرعون عندما خرُّوا سجداً مؤمنين بإله موسى وهارون عليهما السلام ( الله سبحانه ) ، فكانت ردة فعله اصدار الأمر بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف بدلا من محاورتهم والتفاوض معهم ، وارتكب الحماقة تلو الحماقة .
ان وسائل الإستفزاز كثيرة ومتنوعة منها اللفظي ومنها السلوكي ومنها استثمار المواهب والإمكانات المتاحة مثل الرسومات المسيئة للرموز الدينية أو الرموز الوطنية ، أو التلويح بالقوة النووية أو السخرية أو التطنيش .. الخ
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
28/2/2022
التعليقات مغلقة.