قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 40 ) القاعدة الأربعون : ( اليد العليا ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
اليد العليا تعبير مجازي عن أصحاب العطاء والفضل الذين ينفقون من أموالهم وأوقاتهم وجهدهم للصالح العام .
وقد يقول قائل ما الفائدة من ذلك في موضوع السيطرة ؟
في الحقيقة هناك مسألتين مهمتين في هذا الموضوع :
الأول :
صاحب اليد العليا مستقلٌ في قراره .
الثاني :
الناس يحبونه ويلتفون حوله .
الناس يعتقدون بأن أصحاب الفضل فقط اللذين يتصدقون على الفقراء والمساكين وأوجه الإنفاق الأخرى ، صحيح أن هذا جزء مهم ، ولكن المقصود هنا أبعد من ذلك ، فصاحب الفضل الحقيقي هو الذي يجود فوق ما يجود به العوام ، فترى الناس من كبار القوم يلتفون حوله ويتمنون مجالسته أو مخالطته .
الناس يعتقدون بأن الفقير هو الذي لا يجد قوت يومه أو كسوته ، هؤلاء الناس هم المعدومون تماما .
قال تعالى :
( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) البقرة 273
نستنتج من هذه الآية أن الفقراء هم الذين لا يستطيعون أن يكونوا بالمستوى المعيشي والحياتي لعامة الناس وليس المعدمين ، ومن هنا كان صاحب اليد العليا هو الذي يعطي كي تستقيم أحوال الناس وتنتعش أوضاعهم ، وليس أن يطعمهم كِسرة خبزٍ هي واجبٌ عليه توفيرها لهم في الأساس ومن هذا المنطلق فإن معظم الناس فقراء محتاجون لمن يأخذ بأيديهم ويتسيدهم بعطائه وليس بسلبهم ما في جيوبهم .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
3/3/2022
التعليقات مغلقة.