قهوة المساء : قواعد السيطرة (44) القاعدة الرابعة والأربعون : ( استراتيجية المرآة ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

قهوة المساء : قواعد السيطرة (44) القاعدة الرابعة والأربعون : ( استراتيجية المرآة ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

المرايا عبارة عن انعكاس مخادع للصورة ، فهي تعكس الصورة كما هي مجسدة في الكيان المادي ، ولكنها تُخفي حقيقة مشاعر صاحبها او أحاسيسه أو ما يدور داخل عقله من أفكار ومخططات .

إذن فإن استراتيجية المرآة تعتمد على محاكاة الآخرين والتقمص بشخصياتهم بهدف خداعهم أو تقليدهم .

وهناك اربعة تأثيرات أساسية لإستراتيجية المرآة :

الأول : التأثير المحيّد

هو تحييد الخصوم ، وذلك بتقمص شخصياتهم مع تتبع تحركاتهم ، واصطياد سقطاتهم التي يخفونها عن الناس ، وهذا اسلوب غالباً ما يتبعه رجال الأمن في التحقيق او الإسقاط وكذلك يستخدم بشكل عام في عالم الجوسسة .
وكذلك يستخدم هذا النوع في الحملات الانتخابية مع الاستعانة بالإعلام وبالشائعات .

الثاني : التأثير النرجسي

وهو كيفية الغوص في أعماق الآخرين للتعرف على خباياهم وما يكتمونه في نفوسهم وذلك بتقمص شخصيتهم والتقرب منهم للتعرف أكثر على رغباتهم وقيمهم وأذواقهم ومشاعرهم ، بهدف جعلهم يرون أنفسهم فيك وكأنهم ينظرون إلى مرآتهم التي تجسدت خارجهم ، وهذا التأثير يعني التحكم النفسي عند محاكاة الآخرين .

الثالث : التأثير الأخلاقي

هو تقليد الآخرين فيما فعلوه ضدك من قبل ، بهدف إحداث الالم إلى دواخلهم وإيذائهم .
وهو قاعدة ثأرية ، الرد بالمثل ، تستخدم غالباً في الحروب وفي السياسة والاقتصاد وكذلك في السلوك المجتمعي العام ، فالمعاملة من جنس العمل .

الرابع : تأثير التوهم

إنه تماماً كالحرباء تتلون حسب المكان التي تكون فيه ، لتخدع من يراها وكأنها غصن أو ورقة ، فتخفي نفسها في تمام المكان التي تكون هدفاً فيه .
ومن الممكن أن نعتبر السحرة يتبعون تأثير التوهم ليوهموا الناس بصورة ما يرونه ويحسبونه حقيقة ، وكثيراً ما نشاهد اصحاب الشعارات الجوفاء يتحدثون عن بطولاتهم التي تحاكي مشاعر الناس اعتماداً على حقيقة أن معظم الناس لا تعرفهم ، فهم يسحرون أعين الناس وآذانهم ولكن لا يشبعون طفلاً رضيعا .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
14/3/2022