قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 47 ) القاعدة السابعة والأربعون : ( الطموح المُدَّمِر ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

قهوة المساء : قواعد السيطرة ( 47 ) القاعدة السابعة والأربعون : ( الطموح المُدَّمِر ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل

الطموح هو ذلك الشعور الداخلي الذي يعطي الشخص قدرة على بذل مجهود كبير لتحقيق أهدافة عبر خطط استراتيجية محكمة .
والطموح غالباً ما يكون نتيجة طبيعية للكبت الداخلي النفسي والعاطفي المكتسب من البيئة العائلية أو الاجتماعية .
إن أخطر لحظات الطموح هي حماسة النصر ، التي تدفعه للغرور والثقة الزائدة التي تحيده عن خطته الاستراتيجية فيتجاوز هدفه المخطط له ، فيستعجل الوصول قبل أن يحين وقته ، ظناً منه بأن الحظ بجانبه ، وأنه أكبر وأقوى من محيطه وأن خططه كانت أقل من مستوى طاقته وطموحه .
تعلم كيف تكبح حماسك عند الانتصار ، فالنجاح يعطيك نشوة ويعمي بصرك وبصيرتك ويمنحك شعوراً بالأمان وأنك أقوى من أن يؤذيك أحد .
عندما يحيد الشخص عن طريق خططه الاستراتيجية أو أن يستعجل تحقيق هدفه بسبب ظفره في جولة غير متوقعة أو لأنه حقق نصراً على خصومه فوق التصور العادي ، فإنه بلا شك سيواجه خصوماً أكثر ضراوة تعلموا الدرس من هزيمتهم وإخفاقهم وبالتالي يصبح الطموح هنا مُدَمِراً لصاحبه إن لم يكن ملتزماً بخطته ، محافظاً على انجازه .
إن الذين ينسبون النجاح لأنفسهم ويغترون بقوتهم وعقولهم الفَذَّة ويتجاهلون عون الآخرين لهم ومساعدتهم إياهم حتماً سيكون سقوطهم مُدَوِّياً حتى وان حققوا ظفراً مرحلياً .
إن قارون كان خبيراً في الكيمياء وقد فتح الله عليه ، وقد ساعده الكثيرون في النجاح ولكنه نسب ذلك لنفسه ولعلمه وتنكر للجميع فكانت النتيجة عكسية تماماً .
لقد وقع الكثيرون من السياسيين في شِباك طموحهم فدمروا أنفسهم ودمروا معهم أنصارهم بسبب استعجالهم وظنهم أن لا قوة تضاهيهم ولا أحد يقف في وجه جبروتهم وغَيِّهم .
إن الحكيم صاحب الطموح السَّوِيّ يعرف بأن الاستراتيجية تعني التحكم فيما سوف يأتي وليس الفرح بما بين يديه من فتات ، فالله لا يحب الفرحين .
إن الأقوياء هم الذين يُغَيِّرون ايقاعهم وأنساقهم ومسارهم ويكيفونها مع المتغيرات التي ترافق خططهم الاستراتيجية فلا يستعجلون تحقيق أهدافهم وإنما يتعلمون الصبر للوصول إليه بحقه ، ويتعلمون فَنَّ الارتجال عند كل نائبة ليتسنى لهم التفكير السليم في الخطوة التالية .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
19/3/2022