قهوة المساء : ( مسيرة الأعلام الإسرائيلية ) بقلم الأستاذ داوود الاسطل
مسيرة الأعلام الإسرائيلية أثبتت بالدليل القاطع بأن القدس ليست عاصمة لإسرائيل ، وأنها ليست موحدة كما يزعمون .
إن الإجراءات المشددة التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية مسيرة صغيرة لم يتعدَّ تعدادها ألفي مراهق ومراهقة وبعض السياسيين الحمقى والمستوطنين الأوباش ليقيموا طقوساً تلمودية في باحات المسجد الأقصى ويرفعوا أعلامهم تجوالاً في شوارع القدس القديمة التي خرجوا من أزقتها كالجرذان .
إن هذه الإجراءات المشددة من الشرطة الإسرائيلية التي فاقت ميدانياً تعداد المتظاهرين لحفظ أمنهم ، وتفعيل أنظمة الدفاع الجوية والبحرية والبرية تحسباً للغضب الفلسطيني وحماية مستوطنيهم ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل بأن لا سيادة كاملة لإسرائيل على القدس الشريف وأن القدس ليست موحدة لهم كما يزعمون ، وبالتالي فالقدس لا يجوز أن تكون عاصمة لكيان لا يستطيع أفراده رفع علم كيانهم فيها بِحُرِّية ودون أي خوف .
لماذا تحتاج إسرائيل إلى كل هذا الصخب الأمني لتأمين مسيرة المراهقين ؟
والجواب كامنٌ في عمق عقلية المحتل الذي يعي تماماً أنه مجرد طُفيل لصق في نبات هذه الأرض الطيبة المقدسة .
كما أن المباحثات التي جرت قبل المسيرة بين رئيس حكومة الاحتلال وبعض الأنظمة العربية لتمر المسيرة بسلام تؤكد بأنه لا سلطة مطلقة لدولة الكيان على هذه الأرض ، وبالتالي فإن حالة الصراع تؤكد أن ما يجري في القدس إنما هو محاولة سطو ممنهجة وليس مجرد اقتحامات ، والهدف من ذلك هو تهويد القدس ومحاولة تفريغها من محتواها العربي وطمس هويتها الإسلامية .
وبالتالي توجب على الفلسطيني أن يرفع عَلَمه في كل مكان تطأه قدمه ، وعلى كل مسلم أن يدافع عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
وعلى جميع الدول العربية والإسلامية التي طبَّعت وتطبع مع إسرائيل أن تراعي كونها تطبع مع كيان محتل لا يمتلك كامل السيادة على فلسطين وشعبها ، وإنما هو محتل بغيض ، لذا وجب على تلك الأنظمة مراعاة المصالح والمشاعر الفلسطينية التي في الأصل تخشاها حكومة الاحتلال وترتعب عند ذكر اسم الفلسطيني يتجول في أزقتها وشوارعها رغم شُح إمكانياتنا المتواضعة .
مسيرةُ أعلامٍ فاشيةٌ وساديَّةٌ هدفها السطو على المقدسات ومحاولة تهويدها ، والشعب الفلسطيني لهم بالمرصاد ، سلاحه الرئيسي إيمانه بالله تعالى وبعدالة قضيته ويقينه بأن الاحتلال إلى زوال طال الزمان أو قَصُر .
فلسطين – غزة
30- 5- 2022
التعليقات مغلقة.