قهوة المساء : يومي يومي بقلم الأستاذ داوود الاسطل
الناس يتصارعون في الحياة ويتنافسون فيها وكأنهم مخلدون فيها ، وهذا جيد من ناحية التنافس الذي يخدم البشرية ، ويخدم المعاني السامية للإنسانية ، أما أن يكون هذا التنافس صراعاً للهيمنة والبغي والعدوان ، فماذا ستكون حصيلته في النهاية ؟
ممتلكات ، قصور ، أموال ، ترف ، ذهب ، فضة ….
كل ذلك زينة مؤقتة زائلة بزوال صاحبها ، والمصيبة أن اللاهث خلف كل تلك المفاتن يُفني عمره ويُنهك جسده ، ويصاب بأمراض القلب والسكر والضغط من شدة خوفه وحرصه ، ويهمل نفسه أيما إهمال .
لماذا لا نقدر قيمة يومنا ؟
إن اليوم هو يومي أنا واللحظة هي لحظتي أنا والأنفاس التي أتنفسها إنما هي نعمة من الله منحها لي ولن تعود لي اذا ما خرجت ولا يعود يومٌ طواه التاريخ ، ولا ينفع الندم بعد التفريط .
إن يومي هو يومي ، شركائي فيه هم الذين نتبادل معهم لحظاتنا الجميلة ونتشارك معهم الفرح والحزن والإبتسامة والدموع .
إن يومي هو يومي أنا أجعله جميلا بصفاء نيتي وسلامة قلبي وحسن ظني بمن حولي .
إن يومي هو يومي وأنا أتواضع للناس أحبهم ويحبونني ، خفيف الظل ، يذكرونني اذا غبت عنهم ، يغبطونني اذا حللت في رحالهم .
إن يومي هو يومي أشاركه مع الآباء والزوجة والأبناء والإخوة والأصدقاء والجيران والزملاء ، لا للإهمال ، لا للكسل ، لا للغيظ ، لا للأحقاد ، لا للضغائن ، لا للنميمة .
أعمارنا قصيرة جداً فلنغتنمها لأنفسنا ولا نجعل من صحتنا وبسمتنا ودمعتنا جسراً يعلوه الآخرون ، وسيفاً تتقطع على حَدِّه فرحة قلوبنا .
داوود الأسطل
فلسطين – غزة
31/3/2022
التعليقات مغلقة.