قوة الكلمة بقلم / محمد كسبه
الكلمة قوة لها تأثير أقوى من الرصاص ، فالرصاصة قد تقتل فردا أو تجعله عاجزا عن الحركة ؛ لكن الكلمة المقصودة لا تعوقها حواجز و لا تمنعها سدود و لا يحيطها زمن ، الكلمة تعيش عمرا يفوق عمر صاحبها أضعافا .
الكلمة رأي و فكرة و مبدأ حين تكون صادقة ، يكون لها مفعول السحر في العقول .
ما حدث بالأمس القريب في مخيم جنين للاجئين ، كان اغتيالا لشهيدة الصحافة العربية الصحفية القديرة شرين أبو عاقلة ، التي ناضلت ، كتبت و وثقت جرائم الاحتلال الصهيوني علي مدي عقود من الزمن ، مات الجسد الطاهر ، فتوحدت مشاعر العرب من المسلمين و المسيحين ، الحزن جعل الجميع يرفعون أيديهم بالدعاء لها بالرحمة و المغفرة و كيف لا ؟ فالله إذا أحب عبدا حبب فيه الخلق .
الاغتيال و القتل المقصود هو منهج و اسلوب يتخصص فيه الصهاينة المجرمين في تصفية العقول التي تتصدى لهم بالمقاومة سواء بالكلمة أو بالدفاع عن الأرض و المعتقدات و المقدسات ، ما حدث لم يكن جديدا و لن يكون الأخير من نوعه فأكثر ما يزعج و يعكر صفو قيادات إسرائيل ، هم ملوك الكلمة من العرب الذين إذا وجهوا كلماتهم إلى صدر إسرائيل ، اشتعل لهيب المقاومة الفلسطينية ، و تعالت أصوات الشجب و التنديد في كافة أنحاء العالم .
الكلمة قد يواري صاحبها التراب ؛ لكن تأثيرها تتوارثه الأجيال ، فما لم يحدث بالأمس غدا سيحدث و سيزول أثر المحتل الإسرائيلي من الوجود العربي .
علمتنا الحياة أن الذهب حتى و إن لوثه الطين لا يفقد قيمته ، هكذا فلسطين قيمتها خالدة في نفس كل عربي .
التعليقات مغلقة.