قوة الوقت بقلم رشيد الموذن- المغرب
أفضل نصيحة عن الحياة أرى بأن على الجميع معرفتنا
هل تعلم عزيزي بأننا لا نملك جزءًا من الثانية؟ وهل تعلم أننا محبوسين في ثلاث خطوط ماضية وحاضرة ومستقبلية، لم يكن لنا أي يد بإحداث وقت الماضي، ولا نتحكم كثيرا بما يحصل في وقتنا الحاضر، ولا نعلم ماهية المستقبل وما يحمله وقته من تداعيات . ومطبات، كل ما نعلمه أننا ننتهي والوقت بلا نهاية، ومع أنه يمتد ويمتد إلى أمد غير مسمى ، تلهينا فُرصة تعويض الثانية ، وهي خيال في خيال..
على كل واحد منا أن يتأمل قوة الوقت، نحن لا نملك الوقت لفعل أي شيء أو تعويض شيء آخر، لأننا لا نملك الوقت أساسًا.. نحن لا نفعل الشيء لأننا لا نفعله . وما نعرفه إلا قطرات والذي نجهله محيط كبير ، والخيبة التي تأتينا بسبب الوقت هو لأننا أخطأنا التوقع، والتحكم، وأوهمنا أنفسنا بأننا نملك ما لا نملك!
لذالك علينا ان
لا نقع في فخ امتلاكنا للوقت، فإننا لا نملك منه شيئ بل مؤتمنين عله بحق ، فلا نضيع ما ليس ملكًا لنا.
و الحكمة الذهبية التي نتعلمها من هذه الحياة او نكتشفها بطريقة ما…
هي ان ..
الحياة صعبة دائما على كل حال ، لكن لا بأس ما دام التأقلم معها ممكنا ، فلنكن هادئًين مع أسوأ ما قد يحصُل؟ يمكن ان نرسب في إمتحان ما مثلا؟ لا بأس، نفلن ما بابدينا ، أو نكون حتى في أسوء حال ؟ لا بأس كذالك ، لأننا سنموت في النهاية، إهدأوا يا أصدقائي، لا يوجد شيءٌ يستحق أن نحزن عليه، كل ما في الامر نريح انفسنا ، نعِّد كوبًا من القهوة او الشاي
ونذهب حيث نستريح ، فوق هضبة مطلة بشكل بانورامي في الهواء الطلق ونستمتع بالأوكسجين النقي ، او نتأمل تدفق الماء سيرانه عبر السواقي والوديان وتجاوزه للصخور .كما نلاحظ في الشريط فمعظم من نفقت انفاسهم في حاضرنا بسبب فقدانهم للنسيم .وهذا لا يعني اننا بهذا لن نموت . فسنموت جميعًا بعد فترة قصيرة وسينتهي كل شيء، فلنتماسَك و لا نحزن، فقط نتأمل و نستمتع . نقوم بالتركيز ، نبحث بعقلنا المستتر عن المشتتات بشكل طبيعي نتفهمها بعقولنا المتحيرة ونركز باعتدال على الاشياء التي في الجانب الاخر من منطقة راحتنا لكي نثمر ونحل الاشكاليات الصعبة وندرس المواضيع المفيدة حسب معتقداتنا الراسخة..وعندما نسيطر على قوة تركيزنا حتما سنصل الى حالة تدفق الافكار بسهولة وسلاسة وسيزيد مستوى تعلمنا اضعافا مضاعفة وسنصبح متعلمين ومنتجين نشطاء فيما ينفعنا . بحيث ليس بإمكاننا تغيير الماضي فالافضل تغيير اخطائنا . أو التفكير في تحسين سلوكنا عوض التغكير في تبديل الحاضر ، فالمهمة تنجز مفردة بفعالية لتتم جاهزيتها برمتها ..وبهذا نصبح قادرين ، متأهبين للذهاب ابعد من ذالك نحو المستقبل ..
إنه ليس بالأمر العملي أن نهدف لأن نكون أناسا مثاليين، بل الأكثر عملياً أن نصبح أفضل ما يمكن أن نكون وأن نُغير من أنفسنا.. نحدد السلوكيات التي تُثقل كاهلنا و نقرر بوعي أن نكون أفضل في المستقبل .و لنفهم الامر بشكل بسيط . نمارس الشعور بالرضى مهما كانت ظروف حياتنا ، قدرة الشعور بالرضى مهارة.يلزم صقلها لكي لا نضطر أن نعتمد على أشياء متدنية مثل الكحوليات والسهرات والوجبات السريعة للشعور بالرضى المؤقت ، فلابد من وجود أشياء تشعرنا بالرضى حيالها نعتمد عليها أكثر ، على سبيل المثال .. ففي كل صباح نشعر بالرضى أننا احياء ، وأن الشمس لامعة، والاهم صحة ابداننا وهذا لا يعني اننا نستغني عن كل الأمور بل بالعكس نضع في اعتبارنا هناك مصادر اخرى لا تقدر بثمن للشعور بالرضى والسعادة ، فلا نغفل عنها ..الصحة أحبائي هي الثروة وللتأكد من ذلك ربما يسأل أحدنا هؤلاء الأغنياء الراقدون على أسرة المشفى عفاهم الله وعافانا مهما كانت الجودة في الرعاية و المعاملة والرخاء بالغة . اذا سألتهم عن أهم ثروة في الحياة ؟! قالوا : انخدعنا بان المال يشتري الصحة ، وها هو اليوم لم ينفع .. وان المال يذهب الهم ، وهل الذي منذ أن يصبح حتى يمسي عقله لا يتوقف عن التفكير نفعه الغنى في شيئ …أكيد نعم فالصحة هي الثروة….
.هذا هو العام الذي كل ما نحتاجه ، الاستثمار في نفوسنا ، وتنمية ذواتنا . لقد أظهر لنا العالم اليوم الحاجة الماسة إلى رجال ونساء يتمتعون بالقيم الجيدة والشخصية الطيبة للوقوف امام التحديات . وإظهار الطريق إلى الأمام. العالم يتصل بنا ونحن نجيب على هذه المكالمة الفورية التي استنفذت منا وقتا طويلا ورصيدا كبيرا ، لنقوم من خلال الكلام الموجه الينا ، تقديم أفضل حدث جميل ، لتطوير انفسنا مباشرة .. .
وبهذا نكون قد طورنا العالم من حولنا …
وأختم قولي بقول بالغ الاهمية . يجب ان لا نخلط بين التمرن والمنافسة. إذا كنا نجري فلا حاجة لأن نكون الأسرع في وقتنا ، نجري فحسب. نعرق ونستمتع. هدفنا أن نكون بصحة جيدة وليس الحصول على الميداليات الذهبية على حساب طاقتنا. أكتفي بهذا القدر شاكرا لكم حسن تتبعكم وعلى ما أهديتموني من وقتكم ، وكلي أمل ان اكون خفيف الظل عليكم مفيد ومستفيد ..
فدمتم أيها الأحبة والأصدقاء ترفلون في عافية وهناء …..
التعليقات مغلقة.