قوس قزح.. بقلم محمد كمال سالم
ما من جيل مر على الزمان، إلا وادعى أهله أو ظنوا أنه آخر الزمان!
ونبينا الكريم”محمد”صلى الله عليه وسلم هو نبي آخر الزمان
” بُعثتُ أنا والساعة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى.
وقد بشَّرَ رسول المحبة”عيسى عليه السلام بقرب القيامة.
فماذا تعني 1444 سنة هجريةفي عمر الزمان؟! فكلنا سمعنا عن التليسكوب هابل ثم جيمس ويب_وكيف رصد عمق الكون وعمره الذي يتجاوز آلاف مليارات الأعوام الضوئية؛ سبحان الله.
إذن هي كطرفة عين في عمر الأزل!
ما أريد قوله:
عندما سمعت أبي يقسم أن هذا هو آخر الزمان عن إفساد الإنسان في الأرض، كان محقا، وأبوه كان محقا، وجده كان محقا، وهكذا حتى سلف السلف….فمتى ننتبه؟!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن بين يدي الساعة لأياما ينزِلُ فيها الجهل، ويرفعُ فيها العِلمُ، ويكثر فيها الهَرجُ –
القتل- إن ما يجري حولنا ونشاهده صباح مساء، جهارا نهارا_لسبة في جبين البشرية بكافة معتقداتها؛تغييب العقل وتبديل فطرة الإنسان التي جُبل عليها، استبدال المنطق باللا منطق، العدل باللا عدل، القيمة بالسفه، الحق بالجور، الجمال بالقبح.
فَزِعَت ابنتي وقالت لي:
انزع يابابا هذه الصورة بسرعة؛ إنها صورة معيوبة.
“قوس قزح”الجميل الذي نترقب ظهوره أوقات المطر، وينشرح الصدر وتبهج الروح برؤيته، ونرفع أكف الضراعة حين نراه قرنوه بأقبح أفعال بني جنس الإنسان على مر العصور!
“هل غاب ذكر قوم لوط بأي من الكتب السماوية؟”
إذا كان مرضا يستحق الشفقة، لكان الله أولى بهم، ولا أرسل عليهم مطر سوء، ولا ملائكته يخسفون بهم الأرض، كان أي منهم يتوارى بفعلته، يختبئ في عاره إلى أن ينتحر أو يُقتل في أحد المراحيض العامة.
الله كرَّم بني الإنسان!
ما من حمار يتزوج بحمار مثله، ولانعجة تتزوج بنعجة مثيلتها؛ وإن تزاوجا؛ فماذا عساهما سينجبان لنا؟!
والعجيب أن ينتقل هذا إلى مجتمعاتنا الشرقية وبلداننا العربية دون التطرق لذكرها؛ فكلكم شاهدتم هذا، ولا يزال المرء في بحبوحة من رحمة الله، حتى يحارب الله ويجهر بالمعصية، هي مشاهد يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان، فقد مات من اختشى وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فالشيطان أصبح يحكم فانتبهوا
فلننتبه لأولادنا وبناتنا قدر المستطاع، أعلم أن الأمربعد هذه الثورة والثروة التكنولوجية الهائلةأصبح معقدا جدا؛لكنه أمر يستحق القتال والمجاهدة،
بعد أن أصبح الحب مبررا للقتل!
بعد أن أصبح الشرف سلعة تباع على المباشر!
بعد أن هان كل غال ونفيس من أجل كسب المال!
بعد أن استبيحت كل حرمات الله
يقول الله عز وجل”الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” البقرة257
وأخيرا بناتي وأولادي:
أحبوا أنفسكم وقدروها حق قدرها، تمسكو بقيمكم، بفطرتكم التي فطركم الله عليها، أحبوا الجمال وانبذوا القبح.
وإذا رأيتم”قوس قزح”
فاسعدوا وابتهجوا لرؤيته، هو مكون ألوان الطبيعة الجميلة التي أبدعها الله الخالق المصور في أبهى وأزهى ألوانها، لا تقاطعوه خجلا مما وصم به أو انتسب إليه، أولى بمن فعلها التواري من الخزي والعار وسوء المنقلب.
فإذا رأيتموه فابتهجوا وابتسموا وارفعوا أكف الضراعة إلى الله.
التعليقات مغلقة.