قصة بطل قيلت فيه الأغاني
حسين درديري
… لحسن غزال البر صابح ماشي
هذة الكلمات هزت أرجاء مصر منذ أكثر من قرن ، وللأسف الكثيرون لا يعلمون عن هذة الكلمات شيئاً سوى أنها كلمات إحدى أغاني الفنانة ” شادية “.
“حادثة دنشواي ” عام 1906 تلك الحادثة التي هزت مصر من أدناها إلى أقصاها .
حيث خرج ستة جنود من الإحتلال الإنجليزي لصيد الحمام في قرية دنشواي بمحافظة المنوفية فأصابت رصاصاتهم السيدة ” أم صابر ” فماتت في الحال ، وسرعان ما هاج أهل القرية وعدوا خلف جنود الإحتلال ، فمات أحدهم من ضربة شمس ، أو حتى قتلوه لا يهم فهو في النهاية محتل قاتل .
فتشكلت محكمة على الفور وحكموا فيها على أربعة مصريين بالإعدام ، وعلى أثني عشر بالأشغال الشاقة ، وبجلد العشرات ، وتم تنفيذ الأحكام على مرأى ومسمع أهل قرية دنشواي ، فرأى الوليد أباه يعدم ، ورأت الزوجة زوجها يجلد ، وفجع الشعب المصري بهذه المجزرة .
والفاجعة الأكبر هي أن رئيس هذة المحكمة الذي حكم بإعدام المصريين هو المصري ” بطرس غالي ” الجد الأكبر لبطرس غالي الحالي ، ولا تعتبر رئاسته لمحكمة دنشواي هي أسوأ أعماله .
ولكنه عقد .. معاهدة السودان .. مع الإنجليز التي أعطت السودان لبريطانيا ، كذلك وافق على مد إمتياز قناة السويس لصالح بريطانيا أربعين عاماً أخرى ، فأثبت بأعماله أنه خاين للوطن ، وعميلاً للإنجليز .
ولكن ما كان شعب مصر العظيم ليدع ثأره ، ويترك خائناً قاتلاً يسعى في أرض الله بأمان ، فخرج بطل مصري صيدلي من أبناء هذا الوطن باع نفسه لله وهو في ريعان شبابه عام 1910م ، فحمل “إبراهيم ناصف الورداني “مسدسه وهو أبن أربعة وعشرين عاماً .
وتقدم إلى العميل الخائن الذي حكم على المصريين الأربعة بالإعدام في حادثة دنشواي بخطى ثابتة و أطلق عليه رصاصات مسدسه الستة فقتله وأنتقم لدماء المصريين الأبرار .
قبض على ” إبراهيم الورداني ” وتمت محاكمته ، وكان النائب العام الذي طالب بإعدام الورداني هو ” عبد الخالق ثروت “
إبراهيم الورداني ” في المحكمة : ” نعم قتلت بطرس غالي ولست نادماً لأنه خان الوطن “
وصدر الحكم بإعدام الورداني ، وأحيل لسيادة المفتي الشيخ ” بكري الصدفي ” وكان وقتها الشيوخ شيوخاً ، والعلماء علماء ، فأبى الشيخ بكري أن يحادد الله ورسوله ويوالي الإحتلال ورفض الموافقة على اﻷعدام .
وأصرت المحكمة على حكم الإعدام وقاموا بعزل الشيخ .. بكري الصدفي .. عن منصبه ، وتم تحديد يوم لتنفيذ حكم الإعدام ، وقبل تنفيذ الحكم بيوم واحد خرج مئات الآلاف من الشعب المصري من جميع المحافظات يودعون الشهيد قبل تنفيذ الحكم وجعلوا يهتفون في كل شوارع مصر …
قولوا لعين الشمس ما تحماشي
لحسن غزال البر صابح ماشي
وتم تنفيذ حكم الإعدام في إبراهيم ناصف الورداني
وبعد أن أنتشرت صورة هذا البطل في كل بيت من بيوت مصر ، صدر قانون خصيصاً يحرم ويجرم أي شخص معه صورة إبراهيم الورداني .
العجيب أن الإعلام المصري منذ اثني عشر سنوات أحتفل بمرور مئة سنة على مقتل ” بطرس غالي ” بالرغم من إثباتهم كل جرائمه ،
والأعجب من ذلك أنهم علمونا في المدارس أن قتلى دنشواي الأربعة شهداء ، ولم يعلمونا أن من حكم عليهم بالإعدام مجرم سفاح خائن أسمه ” بطرس غالي ” قتله رجل أسمه ” إبراهيم الورداني “
التعليقات مغلقة.