قول معروف بقلم.. محمود سعيد برغش
يحصُلُ للإنسان من السَّعادة .. وانشراح الصَّدر .. وهدوء النفس (بسبب العطاء)، إذا كان لوجه الله، ودون انتظار مقابل، أضعافَ أضعاف ما قد يحصلُ له بسبب (الأخذ) وتلقي العطاءات من الآخرين.
فإذا وقع العطاء لغير وجه الله، أو انتظر المُعطي المقابلَ، (فَسَدَ كلَّ شيء) .. وصار العطاءُ سبباً للحُزن .. والقلق .. والتَّوتُّر .. والنَّكد (للمُعطي وللمُتلقِّي) على حدٍ سواء.
تتعكَّرُ وتفسُدُ الكثيرُ من العلاقات الجميلة بين الناس بسبب سوء أدب المُعطي، وجفاءه، وتطاوله، وعدم مراعاته لحقوق وحُرمة (المُستفيد) بسبب ما قدَّم له من العطاء!
فالزَّوج يتطاول على زوجته، ولا يشعر أنَّ لها عليه حقَّ الأدب والتلطُّف في الخطاب .. فيُسمِعُها من الكلام ما يُحزنها ويكسرُ خاطرها … وينتظرُ منها – في المقابل – أن تتفهَّم وتُقدِّر، وتعامله بالأدب والاحترام والتلطف .. بحجة أنه كان يسعى ويشقى طوال اليوم لأجل جلب (لقمة العيش) لها وللأولاد.
والزَّوجة ترفع صوتها وتُسيء أدبها مع الزَّوج .. وتنتظر منه أن يتفَّهم ويُقدِّر، بحجة أنها ضحَّت بدراستها أو بوظيفتها، أو لم تزر أهلها أو صديقاتها منذ فترة، أو أنها كانت طوال اليوم مع الأطفال ومع الغسل والطبخ وترتيب المنزل.
والأبوان يتطاولان على أبنائهم، ويتجاوزون حدود الأدب معهم، ويُرهقونهم بالطلبات غير المعقولة، ويُسيؤون إليهم في التعامل، ولا يعرفون لهم حرمةً ولا حقوقاً … وينتظرن منهم – في مقابل ذلك – أن يتفهَّموا .. ويُقدِّروا أنَّ هذا من أبسط حقوق الوالدين على أولادهم، باعتبار ما بذلوا وأنفقوا من أموالهم وأعمارهم وصحتهم، في سبيل تربية الأبناء والبنات.
ومثل هذا فقُل في غير هذه الأمثلة من العلاقات .. علاقة ربِّ العمل مع العامل، وعلاقة الصديق بصديقه، وعلاقة التاجر بالمشتري .. وأهمُّ من هذا كله علاقة العبد بربِّه!
يا عبد الله .. إن كنتَ ستفعل شيئاً أو ستعطي من مالك أو وقتك أو جهدك، فأعط لوجه الله .. وإلَّا فأحجمْ، فإنَّ هذا أسلمُ لدينك، وأحفظ للود، وأبقى لعلاقتك بالناس وبربِّ الناس.
قال ربُّنا الكريم في الكتاب العزيز: ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ ومَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِن صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أذًى واللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكم بِالمَنِّ والأذى ..﴾.
التعليقات مغلقة.