موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ق.ق”دموع تحت ضوء القمر ” هدى أبو العلا

333


دموع تحت ضوء القمر

هدى أبو العلا


……….
تركت أولادها الثلاثة أكبرهم عمره أربع سنوات
مع أخيها المريض،وحملت على رأسها جرة المياه الفارغة ، واتجهت نحو حانفية المياه العامة،التي يستفيد منها الحي الفقير فى هذه القرية المنسية من خدمات واهتمام الدولة. كانت السماء تفيض بالغيوم وتنذر بمطر وفير،فى ليلة من ليالي الشتاء الباردة. لكن صدرها ..كانت تشتعل منه نار الفرن،استطاعت أن تداري حزنها المتعرش فى جوانبها ودموعها التى كادت تفيض من كثرة الألم والإحساس بالمهانة والجرح،كانت تتحمل ماألم بها من فقر مدقع بعد وفاة زوجها ، الذي كان يعمل في كمب مع الإنجليز وكان يتقاضى أجراً يكفل لهم حياة كريمة فى تلك الحقبة من الزمن ، الذي كان الأحتلال البريطاني يجسم على روح الوطن وينعم بخيراته ،تاركا لأبنائه الفتات من مايسمحون به


إلا أن استيقظت يوماً على خبر وفاة زوجها الحنون الكريم ، كان لا يتجاوز عمره حينذاك الثلاثون عاماً. صدم خبر وفاته جميع سكان الحي،هذا الرجل الخلوق المهذب،وكان لايشتكي من أي مرض.هكذا القدر القى كلمته.لتتبدل حياة تلك الأسرة إلى النقيض تماما. كان المرتب الشهري كل مايمتلكون من الحياة.
وصلت إلى حنفية المياه ، ولم تكد تشعر بالموجودين حولها ، يتعاركون على من يملأ جرته أولا ، فقد كان يشغلها هم أكبر.إلا أن وجدت نفسها وحيدة أمام الحنفية،مسحت دموعها بكم جلبابها الفضفاض الأسود كاليلها الحزين،تلفتت حولها تبحث عن أحدا يحمل معها جرةالمياه لتضعها على رأسها وتمشي بها دون أن تسندها كدأب الريفيات فى هذا الزمن.
وعندما لم تجد أحدا،تحملت على نفسها وحملتها فتدفق من فوهة الجرة بعض الماءلتغرق جلبابها. ومضت غارقة فى همومها والمياه المتساقطة .ترفع بصرها إلى السماء ،وتشتكي حالها إلى الله، لم يعد بيدها حيلة وقد كسر الموقف اليوم قلبها. عندما أضطرت أن ترهن موقد الغاز الصغير عند أحدى أغنياء الحي مقابل بضع قروش لتشتري بهم بعض الطعام لتطعم أولادها.
إلا أن يشفى أخيها الحنون من المرض الذي ألم به،ومنعه من الخروج إلى العمل.
عندما ذهبت إلى السوق
أشترت ببعض النقود زجاجة زيت وخبز وكيلو من البطاطس وكيلو من البذنجان الأسود والثوم.وعندما عادت إلى البيت ، تذكرت أنها قامت برهن الموقد فبماذا تحضر الطعام.دقت أبواب جميع الجيران ، الذين كانت تأكل قلوبهم نار الغيرة من جمالها وطولها الفارع،يخشون على أزواجهم أن يفتنوا بجمالها،الذي زاده لبس السواد وهالة الحزن البادية على وجهها،فأكسبته هاله من السحر والبهاء.
وبعد أن يأست ذهبت بما تسوقته إلى تلك المرأة الغنية وترجتها بدموعها أن تسمح لها بتحضير الطعام على موقدها المرهون.فى ركن المنزل بلأسفل لأن صغارها يتضورون جوعا،فسمحت لها بعد أن شرطت عليها أن تنظف لها مطبخها أولا. فكادت تصرخ فى وجهها لست خادمة،كنت يوماً مثلك. لكنها تمالكت نفسها وهي ترى أمامها وجوه ابنائها الثلاثة الذين ينتظرون الطعام.فطأطأت رأسها على مضض بالموافقة،وبعد أن انجزت لها ماطلبته منها.بدأت فى قلي البطاطس ثم بعدها البذنجان.وفى الطاسة الأخيرة سمعت صوت ابنها الكبير يسأل عنها فأدخلته ابنة المرأة الثرية إلى المطبخ،وماأن رأى أمه حتى بكى قائلا ياأمي أنا جائع ويضع يده على بطنه من الألم ، وهنا دخلت تلك المرأة صاحبة الدار الرحب
لكنها ضيقة الأفق والروح.فنهرته بقسوة،وطردته من البيت.قائلة له أذهب وسوف تأتيك أمك بعد أن تنتهي.فاعتصرت يد الألم قلبها،ونزلت دموعها فى المقلاة ،ففار الزيت كأنه غضب من تصرف تلك المرأة التى نزع الله من قلبها الرحمة.عادت إلى البيت ووضعت الطعام لأبنائها وأخيها ولم تشاركهم الطعام.كيف يحلو لها الطعام بعد كل ماألم بها اليوم. وعندما أشار عليها اخوها بمشاركتهم الطعام تبسمت ابتسامة خفيفة قائلة :أكلت هناك بعض الطعام أثناء القلي
تظاهر بأنه يصدقها فلم يخفى عليه حالها
ويشعر بما تعانيه.
تذكرت كل هذا عندما صرخت من شئ جرح قدميها حتى شقها بقسوة


أوقعت من على رأسها جرةالماء الفخار فانكسرت. فمالت على قدميها لتنتزع منها هذا الشئ الذي شق الجلد حتى وصل إلى العظم.فإذا بسلك صدأ تخرج منه سنون مدببه. فاستعانت بالله ونزعته من قدميها بكل ما أوتيت من قوة.لتنظر حولها فإذا بها فى وسط أرض خراب فى أقصى البلدة قرب شريط السكة الحديدية. انتفضت رعباً،كيف وصلت إلى هذا المكان الموحش. دون أن تشعر وعلى ضوء القمر الذي يظهر من بين كتل الغيوم ثم لا يلبث أن يتوارى مرة أخرى، كأنه يستحي من حالها ويرق لدموعها،قامت بتمزيق ذيل جلبابها لتربط به جرحها.إلى أن تصل إلى البيت.لتجد تحت قدميها لفة من الجنيهات الورقية الحمراء الكبيرة.لم تصدق عينيها وفركتها بباطن يديها لعلها تهيأ.
لكنها تأكدت إنها نقود حقيقية.نظرت إلى السماء
وهى تحمد الله على عطاياه. ورغم الألم التي تستشعره فى قدميها،هرولت إلى البيت
لتجد أخيها يسعل بشدة
ملقى على الأرض ، غارق فى دموعه
فالقت نفسها فوقه،وهو يقول لها:كدت أموت قلقا عليكِ،حاولت أن أخرج ابحث عنكِ،لكنك كما ترين.
نظر إلى هيئتها وأثار الدم والطين وقد أخذه الفزع،فقصت عليه كل ماحدث.سجد شكراً لله.لم يستطيعا عد المبلغ،فخبأته تحت مرتبة السرير وأبدلت ثيابها،وأصرت أن تذهب إلى بيت تلك المرأة لتعيد لها نقودها وتسترد موقد الغاز. حاول أخيها أن يثنيها عن رأيها وقال لها فى الصباح إن شاء الله
قدميكِ مازالت تنزف،لكنها أصرت قائلة فى الصباح إن شاء الله سأذهب بك إلى المستشفى لنعلم مرضك ونحضر الدواء لكي تشفى ياأخي الحبيب .
وعندما ذهبت إلى المرأة القاسية
وأعادت لها نقودها،رمقتها بنظرة شك سائلة فى مكرٍ
من أين لك بالنقود..؟
هل قمت ِ ببيع أحد أبنائك ِ أم بعت ِ شئ آخر. فتمالكت نفسها قبل أن تقذفها بالموقد الذي فى يدها ثم قالت لقد حصلتِ على نقودك ليس لك ان تقاضيني واستدارت وتركتها تلوي فمها ذات اليسار وذات اليمين . عائدة إلى بيتها وهي تتمتم إن الله موجود

التعليقات مغلقة.