كؤوس الصبر
وائل هيبة
ويبقى الحبُ فى قلبى نقاءً
وإن أودى النقاءُ إلى الفناءِ
ورغمَ البعدِ يا عمري سأبقي
رفيقَ الطهرِ أخلاقي سمائي
فأسكبُ فى كؤوسِ الشوقِ صبراً
وإن كنتِ الدواءَ وكنتِ دائي
ولا أصبو إلى حلوٍ وإني
أراكِ جميعَ ما فيهِ انتشائي
ولكني علمتُ على يقينٍ
بأن الخيرَ من ذنبي نقائي
وأن الله لا يرضيهِ ظلمٌ
فيا الله حقق لى رجائي
وآنسنى بما استوحشت منها
وأسلمني الصباحُ إلى المساءِ
أحادثها وما للصوت رجعٌ
وأسمعها كما سمعت ندائي
تلاقينا بأرواحٍ وتخشى
قلوب الروحِ من ذنبِ اللقاءِ
وما كنا سوى بشرٍ ضعيفٍ
وما كنا كمثلِ الأنبياءِ
ولكنا خشينا من عقابٍ
وما للبغي من حظ العزاءِ
فنقضي فى ديارِ البعد عمراً
ويومُ الحشرِ نُبْلَى بالعداءِ
فلا أرضى لها فى الأرض هوناً
ولا بغضاً لها يومَ القضاءِ
فإن صدق المحب فخير دربٍ
لهُ دربُ الترفعِ والصفاءِ
فروح بعد ريحانٍ وطلٌ
من الرحمنِ من خيرِ الجزاءِ
وللرحمنِ قد أسلمتُ أمري
لغير الله لا أبدي ولائي
وربَ فراقنا أضحى لبعدٍ
عن الزلاتِ فى دنيا الفناءِ
رضيت بما قضى الرحمن منها
ويقضي الله بي خير القضاءِ
وإن أبصرتُ فى أمرٍ رخاءً
لعل الأمرَ باطنهُ شقائي
وإن صاحبتِ فى الأسحارِ دمعاً
وإن لازمتِ فى الدنيا دعائي
وإن كنت التي فى الروحِ روحي
وإن كنتِ التي منى دمائي
التعليقات مغلقة.