كؤوس الليالي على نغم الخفيف بقلم علي أحمد

كيفما يفعل الأنام يلاقوا
كل شر منهمْ إليهمْ يساق

هكذا قدر الإله تعالى
لاتموت الحقوق مهما تعاق

إنما تلكم الليالي كؤوس
وكؤوس الأيام حتما تذاق

لاتظنن أن جورك أقوى
كم بغاة قد غرهم ما أحاقوا

ثم ولى الزمان عنهم سريعا
في رموس الحياة شُد الوثاق

كيف تغتر والزمان قصير
لا يدوم الصفاء أو يستذاق

خفف الوطء حين ينسيك زهوٌ
هذه أمنا إليها المساق

أنسيتَ الفناءَ؟ أم عزَّ فهم؟
إننا. يا هلال يوما محاقُ

فعلام الغرور أضحى فجورا
زاده الأثم ما ثنته الطباق

كم من الناس في غرور تمطوا
ثم زالوا لم تغن يوما نياق

حولهم كانت الخلائق تترى
والكنوز التي إليها اشتياق

وقصور حوت عجائب دهر
ونعيم لم يخل منه النفاق

زهرة الدنيا هل تدوم لحي؟
أين ولوا؟ بل أين أين الرفاق؟

أتغشُّ العباد و النفس تهذي؟
كم صنعت الأفك الذى لا يطاق

كل ذي جرم إذ يسوق دفوعا
مثل إبليس حين شُد الوثاق

فاستقم يا جهول إنك عبد
قبلما تهوى والعذاب صداق

لك في سالف الزمان اعتبار
كل باغ ينال منه الفراق

ليس يبقى له سوى كل لعن
ودعاء يصب، دمع يراق

كل شيء زرعت منه ستجني
فازرع الخير،فالحياة سباق