كابوس فى ثياب حلم
بقلم جيهان النجار
كانت جالسة فى ركن وحدها، غارقة في ملابسها السوداء، نظر اليها من بعيد، وجد في عينيها دموع تحت جفون ثابتة، فى هدوء تحركت قدماه إليها، مد يده، نظرت اليه باستحياء، أومأ إليها أن تفعل، أمسكت يده بكل قوة، ابتسمت، جذبها برفق، وقفت، لف بها لفة سحرية مثل عروسة ( الباليرينا )، لفت لفات سريعة، مليئة بالابتسامات الرقيقة السعيدة، استسلمت للرقص معه، بيد واحدة كانت قدميها فوق الأرض، وقلبها يدق دقات مسموعة، وعيونها تبكي دموع الفرح، استمرت فى هذه النشوة والحالة الفريدة التى لم تعيشها من قبل، دخل بها حجرة، وخرج بسرعة لم تلاحظها،وأغلق الباب،
باب الحجرة مرفوع على قضبان حديدية، كان يفتح لها كل صباح، ويترك الباب مواربا، تشد من الداخل ويشد هو الخارج، تخاف أن يغلق الباب
ويتركها
وحيدة مرة أخرى،
تحايله وتداعبه، تقول له حلو الكلام والتعبير، يسمع ويستمتع ويعيش النشوة والخيال ويغلق بسرعة ويجري،
ويأتي الليل عليها طويلا، تستيقظ على صوت الباب يفتح فى الصباح، ويتكرر المشهد
تعيش السعادة، تتوهم الفرج، تستعد للقاء
يجرى، يغلق الباب بسرعة
طلبت منه اللقاء، وعدها،حلمت، تجهزت، استعدت، صغرت عشرين عام حتى تليق به، جاء عند الباب ووضع قفل كبير عليه، حاولت أن تفتح الباب بقوة، حاولت قواها
طرقت، إرتفع صوتها بالنداء، لا حياة لمن تنادي
عادت
جلست في زواية الحجرة المشئومة، تنسج جناحات من ملابسها القديمة، سمعت صوته ينادي، جرت ناحية الباب، فتح لها، سمع منها احلى الكلمات، طلبت منه رحلة للطيران،
وافق، لبست جناحين، طار بها بعيدا، تخيلت وهى تطير وجناحها يلامس جناحه، أنها ملكت كل شئ، دخلت في سماء الخيال، تتخيل نفسها وهي معه، يرفعها لأعلى فتضحك
يرسم لها فتفهم
يمنحها الأمل فتصبر وتستمر
يلهمها فتبدع
وفي لحظه
غير مفهومة لديها
قطع جناحها
الذى كانت تسند
به على جناحه
وقعت
تركها تقع
شاهدت فى عيونه
لامبالاة عجيبة
اهماله جرح ينزف
وكل قطعة فيها
تتوجع وكلما يزيد الوجع
يزيد اهماله ولا مبالاته أكثر
تنظر له وتمد يدها
يعطيها ظهره
تنادي
يضع يده على أذنه
تصرخ
يمد الخطوة للأمام مبتعدا عنها، يهرب، صرخت بعلو صوتها بأسمه، حتى بلغ صوتها عنان السماء،
(ماتت)
نظر للخلف،
ضحك بصوت عالي واختفى٠
التعليقات مغلقة.