موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“كانسر” بقلم زينب عبد الكريم

264

كانسر
بقلم زينب عبد الكريم


..بخطى مكسورة متثاقلة تمشي الهوينى، وكآنها تجر خلفها حفنة سنين من العمر.
كانت تقطع ممر طويل في احدى المستشفيات في صباح يوم كان ليله طويلا جدا عليها قضته بين موجة التفكير بما آلت اليه من اجتثاث لذاتها وكفاءتها وجمالها
محدثة نفسها بتعجب: غمامة لاتزال تغشي ذلك العقل الكبير بعد ان كان مدعاة لغيرة الجميع وانبهارهم .اين كل تلك الطاقة وكل ذاك الذكاء مالي اتوجسه خاملا كسلا لايعرف الباء من التاء . ياالله ! اي موت سريري لحفني حتى باتت كل مداركي في حالة اغماء وسكون.
آهو الداء بات يسكنني ام ويلات الزمان وخيباته التي جردتني من ذلك الشروق وتلك الحيوية ..
هكذا انهت ذلك الممر الطويل تحادث نفسها حتى انتهى بها المطاف ليقع نظرها على لافتة من مصابيح النيون كتب عليها
« قسم الاورام الخبيثة».
مرة اخرى يآخذها التفكير والحيرة “لااعرف
لماذا يسمونه الخبيث وهو لايضاهيهم
بخبثهم ومكرهم . لم يكن بخبث ذلك الملعون الذي أفنيت عمري لأكون زوجة صالحة ومخلصة له ولاطفاله . ولا بخبث تلك الجارة التي مابرحت تضايقني برمي القمامة في بابي، ولاحتى بخبث ذلك الباب الذي طالما ازعجني بازيزه عند كل نسمة هواء مغتالا اجمل اوقات نومي.. لم يكن السرطان خبيثا معي بل رؤرفا رحيما لم يأخذ من عمري ماأخذوا هم .لقد إستوطن في داخلي بكل هدوء لايحرك ساكنا . كان يداعبني مرة ويهيج مرة ليعود ويسكن مرة اخرى “. وبين كل هذه الربكة والتشتت وحالة الشرود التي إنتابتها علا صوت الممرضة مخاطبة اياها : دورك سيدتي .
إنتفضت من مكانها وهلمت تدخل القاعة فقد حان موعد الجرعة من الكيمياوي
الذي لم تجربه بعد ، فقد كانت جلستها الاولى.
دخلت مبتسمة ولاول مرة منذ سنون
وكأنها ضنته هو الاخر سيرحم بها كما الكانسر .
لااعرف ان كان هكذا فعلا ام انه سيمزق جسدها ويكون اسوأ منهم وأخبث؟ هل سيكون تساقط شعرها معه أهون من تساقطه كلما هم ذلك الملعون لضربها وجرها منه؟ وهل ستكون رائحته اطيب من رائحة القمامة تلك . وازيز ذلك الباب هل هل سيضاهيه صوت الاجهزة الطبية التي تحيط بها وصوت قطرات الكيمياوي وهي تتخلل وريدها.. هي الان تتجرع اول العلاج لتحارب السرطان ولكن ايه سرطان منهم
سرطان عايشته عمر بكامله اهانة وخيانة وخذلان ام سرطان لم يلبث سوى شهرين
منذ ان زارها .تتمة لاتعرف لها نهاية فلم تستطع مداركها ان تعي لها جواب سوى انها ستبدأ بخوض حرب جديدة جنودها امالها , وقلاعها لحظات من الصبر الذي ادمنته منذ سنون .

التعليقات مغلقة.