كان صديقي بقلم أبوشمس سالم
كان صديقي قلم أبوشمس سالم
كان صديقي وحامل أسراري ،وكان شيئًا مني ونبض ذاتي؛ بل كان قوّتي وضعفي ؛صادق الوعد لم يَخن عهد الوصال بيننا يومًا ؛ وما قصدت بابه إلا وجاءني بكل خشوع خاضعًا ، وما ضاق صدري يومًا بالحنين أو بالآنين إلا وكان هو رفيقي ولسان حالي ، وفي الليل على ضوء القمر في ليالي الصيف كان أنيسي وطبيب مواجعي ،ويالا العجب من ليالي الشتاء كم تمايلنا وفاضت بيننا الحكاوي دون أن يَكّل أو يملّ مني ..عَجِبتُ لأمره ،كم كان لي مُخلصًا في شتى حالاتي ! يرقص مع اللحن سعادة حين أفرح ،ويدمع بالآنين حين يسكن مني شعورًا مُتسلِلاً بالألم ،فكم دَاعبتهُ أفكاري ونطق عني وعبَّر عن ذات حالي..وذات ليلة كانت حالتي مُفعّمة بالهيام ..والشوق يناغي صحوتي ..وهمس الهدوء يداعب خيالي ..وبين أطناب الجوى بتُّ في درك المُحال ؛ حينها خطر ببالي أن أطلبه ليكون بجانبي كما عاهدته وعوّدني ..ولكن حدثت المفاجأة، يالا العجب !!فقد تَمنّع عني وتحّدث مُعلِلاً ..أنه رغم عشقه لزوجته ورفيقة دربه إلا انه حزين على أبنائه..فقلت له :لِمَ ياصديقي فأنت لديك من البنات والبنين ما يجعلك تمشي متباهيًا بين الناس بكل فخر وعز ..فقال لي بكل شجون وآسى ،مع أنني عقيم لا أُنجب إلا أنني من يوم أن اخترت لهم أسماؤهم ورسمت لهم طريق حياتهم فكأنني أنا من أنجبتهم وكل منهم له قدر بقلبي ،ولكني لم أعمل جاهدًا قدر حبي لهم ..ولم أُءمن لهم مستقبلهم بالقدر الذي يحميهم بعد رحيلي ؛ فعندي شعور يؤرقني بالذنب أنني قد قصّرت في حقهم..
فحينها رأيت فيه حالة من اليأس لم آراها من قبل..
فَهمَمْتُ كي أناغيه.. ولكن على استحياء تمنّع عني ورفض بشدة ؛ وقال بعيون دامعة :مافائدتي والحبر مني قد نَضَب !!
التعليقات مغلقة.