موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كتب منسية.بقلم.فوزية هادي

80

كتب منسية.بقلم.فوزية هادي


في كل ليلة أقف أمام مقبرة كتبي المنسية، أتنشّق رائحتها القديمة، أفتش في ركامها عن ذكرى جميلة ،عن ملامح أبي، عن نفسي.

يعانقني الحزن فأرسم من قطرات الدمع مزهرية. اسقيها من لوعتي وصراخي من خذلان الأماني، أزينها بخيوط العنكبوت.

أشرد قليلا لأسافر عبر الحلم. ارى خيوطاً كخيوط ضوء المدينة. ها أنذا بين أزقتها أداعب الفراشات الجميلات، ارقص بين بوابات البنايات، وبتخابثٍ طفوليّ ادقّ الاجراس وأهرب. أواصل المشي على عتبات المقاهي، أسترق السمع لإذاعة المدينة: “سنقدم لكم أغنية أم كلثوم.” أغني وأطرب وأرقص، ألاحق حمامة بيضاء كانت واقفة على قبعة كاتب مشهور. تطير الحمامة تطير.

اسير على حافة الحديقة نحو النافورة، أقطف بعض الأزهار، أمسكها من سيقانها الطويلة وأهدي بعضها لبعض الزوار. أدخل يدي في جيب القميص، ابتسم لفرحة جديدة:
قطعة نقدية كانت مخبأة ليوم ميلاد،
أسحب قميصاً مطرزاً بأنامل أمي الحنون.

أركض نحو الممرات الملتوية الطويلة الطويلة. كان على كل جدار منها لافتة صَدِئة عليها آثار سهم يساعد الماشي للوصول الى وجهته. يومها لم تكن السهام واضحة؛ فقد خلّف فيها الزمن بعض الخدوش والحفر .،كان ذلك الممر زاخراً بالجدران ومملوءاً بأسماء الشهداء، وعليه آثار/بقايا أكثر من شمعدان/ قنديل/ مصباح.

كنت أركض بحثاً عن مفترق طُرقٍ أو لوحة عليها اسم الممر؛ لكن الممرات كانت أشبه بالمتاهة. كلما ظننت أني سأعثر على باب، وصلت الى سدٍّ أغلق في وجهي كل الأبواب. كنت أشاهد بعض الأرواح تركض خلفي؛ ومن خوفي كنت أغرق في الظلام. ما إِنْ حاولتُ الخروج منه، حتى أمسك بمعصمي ستار أسود. لم أعد أرى لي مخرَجاً سِوى سراب سرمدي وأنفاق تفوح منها رائحة الشهداء. كان حلم مشانقَ وموت.
أنزع الستار من على عنقي وأعود أدراجي ككل يوم الي مقبرة الكتب المنسية، أقف جفلة في ظلمة غرفتي القديمة. أحضن نفسي وأقدم لها العزاء. أغمض عينيَّ وأتظاهر بأنني أغفو ، أفتحهما لأشرد مجددا وأنا أتصبب عرقا. أكبّ على وجهي، أغمغم بصمت أسأل نفسي: لماذا خَلَتْ رفوف الكتب المنسية من ذكرى جميلة ؟!

التعليقات مغلقة.