كرات النت الحمراء بقلم هنا سعد
شكى ذلك الصغير ذو العشرة اعوام من ألآم برأسه وصداع متكرر فناولته الام المسكن الذى اعتاد عليه فسكن الصداع قليلا.
ولكن هذه المرة ليست ككل مرة صاحب الصداع زغللة بالعينين واحمرارهما وتنميل بالاطراف والم بالرقبة وارق مزمن؛ مما اثار قلق الام .
تناولت هاتفها لتستشير شقيقتها الكبرى خبيرة العائلة وخاصة ان ابنيها كانوا يشكون من حالة مشابهة
فتضاعف قلقها بعد أن أخبرتها بأن الحالة تزداد سوءا
وأن أقارب الزوج أيضًا يعانى أبناؤهم من نفس الأعراض تقريبا.
فعلمت الأم أنه لابد من إستشارة طبيب مختص وبعد عرض الاشعة على الطبيب
قال:كما كنت اتوقع
الام :طمنى يا دكتور
الطبيب: الدم يتكون من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والبلازما والصفائح الدموية
الام :فى صوت محتقن درست ذلك بالمرحلة الابتدائية
الطبيب باستنكار: هناك مرض مستحدث يغير من تلك المكونات التى درستيها بالابتدائية
الام فى فتور :وما هى ؟
الطبيب بنظرة حادة: اصاب ابنك تغير فى مكونات الدم الربانيه لديه فظهرت اعراضه التى تذكرينها الآن.
الام :فقر دم أم سيولة أم ماذا يا دكتور اخبرنى بصوت اكثر قلق !!!!
الطبيب:نقص وعى
الام :أتقصد أن تغيير مكونات الدم لدى ابنى يؤدى الى نقص فى الوعى والاغماء المتكرر ؟
الطبيب: ذلمزفقدان وعى انا ما أقصده هو أن ابنك يعانى من زيادة عدد كرات النت الحمراء وحدث ذلك بسبب نقص الوعى لديكِ انت ايتها الام ً الدارسة لمكونات الدم وتحفظينها عن ظهر قلب
الام: ماذا ؟
الطبيب: سأوضح لك ِاكثر
ينتشر فى العالم نوع من الفيروسات (لم تعلن عنه وزارة الصحة حتى الآن لإنشغالها بفيروس آخر) .
هذا الفيروس يحتل الفكر والبال ويستقطب الصغار ويتمكن منهم فى حالة غياب وعى الأم وانسحاب دور الاب فيجرى الفيروس فى الدم جنباً إلى جنب مع مكوناته الطبيعية وتتكاثر خلاياه ويفوق عددها كرات الدم الحمراء والبيضاء معاً
ويحدث خلل ببلازما الدم فيكون له السيطرة مما يسبب ما يشبة الاعتماد الذى فى الادمان فيؤثر على عدد ساعات النوم سلبا وضعف الابصار وفقد الشهية للطعام والهتاب الاعصاب خاصة الرقبة واليدين
ويجبر ضحاياه على الانعزال داخل غرفهم مع هواتفهم المحمولة التى تساعدهم على تقليل الضغط الناتج عن الحاح كرات النت الحمراء لحاجتها للتغذية لتتكاثر وتتعاظم ثم بفقد ضحاياه السيطرة بشكل كامل.
ثم تنتقل بهم تلك الكرات الى سوء السلوك وتغير المزاح العام وغياب الأهداف
الام :يا ويلى !والدواء؟
الطبيب :
١-قرصين من حبات الوعى لكِ يومياً وجرعة مماثلة للوالد
٢-جرعة ثابتة من نقل الوعى منك الى الابن بمذاق طيب وسرد شيق
الام :وابنى أليس له دواء؟
الطبيب: جرعة الابن لابد فيها من الدقه والمواعيد المنضبطة والحسم وإلاحدث مالا يحمد عقباه
الام بلهفة :مفهموم مفهموم أعطنى إياها
الطبيب:
١-تغير النظام اليومي بالمنزل حتى نتغلب على ملل الابن
٢-قلب الأدوار :يتولى الابن مسؤلية إعداد طعام اليوم بالتناوب بين الابناء
ثم اعطى مكافأت لمن كان أكثر التزامًا واستمتاعًا بالأمر وليس لمن كان اكثر خبرة ولا أجود صنعاً حتى لايحدث إحباط لمن حاول منهم
٣-الفلاح الصغير:هنالك دراسات تقول أن ما يتمتع به المزارعون من هدوء وسعادة وانتماء وصبر هو علاقتهم بالأرض والزرع فمع تعهد النبات ورعايته وانشغال الفكر بموعد خروج أول نبته وأول منتج ؛ يشعر الإنسان بسعادة كبيرة .
واستخدم البعض الزراعة فى علاج بعض حالات الاكتئاب والإحباط والملل
إحضرى له طمى وبذوره المفضله واتركيه يتعلم من شبكات الانترنت كيفيه الزراعة ثم اتركيه ينطلق
٤-حددى وقت كل يوم لتقوموا بعمل سويًا (كل الاسرة )
٥-ساعة الوصل :ساعة تجتمع الاسرة لتقوم بعمل كمكالمة فيديو مع الاقارب هذا الامر يدخل السعادة والفرحة لديهم
٦-احضرى له العديد من الادوات والخامات بالمنزل ليصنع منها منتجا جديدا يشعر بالفخر والنشوة لما اعده بيديه .
٧-ساعديه فى اعداد جدول يسمى (لوحة الروتين اليومى) يحتوى على اوقات العباده والصلاة واوقات الصله (بينه وبين اخوانه )واوقات اللهو والعب الحر وغيرها.
٨-علميه ودربيه جيدا ان العمر دقايق وثواني لابد من استغلالها بشكل جميل ومفيد وكافئيه عى ذلك .
الام :كم من الوقت استمر على الروشته يا دكتور
الطبيب: حتى يتعلم ابنك الدرس جيدا او حتى ينتهى اهتمامك وحبك لابنائك ايهما اقرب ينتهى الدواء
سفيرة السعادة
هنا سعد
التعليقات مغلقة.