كسر القيود
بقلم دلال اديب
في مقهى بعيد تواعدا على اللقاء..وفي الموعد المحدد كانت هناك تقف أمام الباب مرتبكة أتدخل؟؟…أم تنتظره ليأتي..!!؟؟
لم تستمر حيرتها طويلا فقد قطع النادل عليها صراعها مع أفكارها قائلا:تفضلي سيدتي
هل لي أن أخدمك بشيء؟؟؟
حينئذٍ كان عليها الاستسلام للأمر والدخول…مشت بخطىٍ بطيئه ،اختارت طاولة في زاوية بعيدة عن الانظار…
جلست والخوف يملئ عينيها،متوترة،تراقب الجميع معتقدةأن الكل يعلم سبب مجيئها..أمسكت كتاباً كانت جلبته معها لتحتمي خلف صفحاته من عيون تظن انها ترمقها بنظرات استنكار ودهشه.
لم يطل انتظارها ولم يتعاظم ارتباكها فقد أطل بقامته الرشيقه وجسده المنتصب، عيناه تشعان حباً وفرحاً للقاء حبيبته..
-مساؤك خير سيدتي
-أجابته بصوت يرتجف ويكاد لايُسمع:مساء الخير….
استغرب ردها لتحيته التي ينبعث منها الحب والشوق فلم يكن ردها بقدر تصوره.ولا بقدر احساسه بصدق مشاعره تجاهها
لم تنطق بكلمه وأخذ هو بالكلام والحديث بينما هي تجيب بعبارات مقتضبه..وأحيانا تكتفي بنعم او
لا…
سألها :مابك؟؟لم هذا التوتر والاضطراب؟؟
أجابته:أنا خائفه..
-ومم تخافين!!؟؟؟
-أخاف نظرات الناس وأخشى كلامهم…
حاول أن يبدو هادئاً في كلامه وأجابها:لم الخوف؟؟نحن لانرتكب خطأ ثم انظري فالكل مشغول بأمر نفسه لاأحد ينظر الينا…
-ماذا سيقولون؟؟؟
هنا صعد الدم الى وجنتيه وثار غضباً ثم قال لها: وماذا تفعلين؟
هل ستظلين خائفة من عيونهم ونظراتهم؟؟
-لاااا..ولكن..
-ولكن ماذا..اتخافين تقييمهم؟؟
انتبهي لنفسك ياعزيزتي لقد حان الوقت لتتغيري..
قاطعته قائلة:لقد تغيرت ألا تلاحظ ذلك؟؟مجيء لمقابلتك دليل ذلك…
-تحتاجين اكثر..ثقي بنفسك وبتصرفاتك ولاتكترثي بالاخرين..ارض ِ عن نفسك…
-أنا لاأنتظر رأيهم فأنا واثقة من نفسي لكن أخاف تعليقاتهم الفارغه..أعلم جيدا من أنا وماذا أريد لكن كلامهم لايرحم ونظراتهم تربكني..
-دعك منهم ولاتنتظري كلامهم
واعلمي ان مديحهم أو ذمهم لن يغيير شيء..لآرائهم أحياناً تأثير ولكن ماضرك لو قالوا ماقالوا فليس ذلك بنهاية العالم..
دعيهم وشأنهم واسعدي عزيزتي بحياتك…
أنهى حديثه منادياً على النادل:
من فضلك فنجانين قهوة لو سمحت….
ابتسمت له ابتسامة لم تعهدها من نفسها أبداً وأمسكت بيده وشدت عليها قائلة:
أنا معك وتباً لآراء الاخرين…
التعليقات مغلقة.