كشف الظنون عما حمله الخريجون: بقلم: حاتم السيد مصيلحي
إن أشد ماأهمني وأحزنني ماوجدته من خريجي كليات التربية والآداب شعبة اللغة العربية والدراسات الإسلامية ـ على حد زعمهم ـ أثناء المقابلة الشخصية، وقد اعتدت أن أبادرهم ببعض الأسئلة التي تكشف عن جوانب الشخصية، وقدر تحصيلهم وثقافتهم التي لا تخرج عن إطار التخصص، فوجدتهم خواء، فهم لا يعلمون القدر الضئيل من العلوم العربية أو مانسميه في مجال اختصاصنا بـ ( المداخل)، فلا يعلمون مثلا: عصور الأدب العربي، والطريف أن إحدى المتقدمات قسمته إلى: العصر الحجري، والعصر الوسيط، والعصر الحديث، فتعجبت من جوابها، وطلبت منها بيتين كشاهد لهذه الحقبة، فنظرت إلى في ذهول دون أن تنبس ببنت شفه، فقلت لها: أنى يكون لهذا العصر أشعارا، ولم يكن الإنسان يعرف الكتابة!
والأدهى والأمر أنهم لا يعرفون أول من وضع كتابا في النحو العربي، ولايذكرون من شيخ البلاغة ورائدها، وماأهم كتبه؟! وكان رد إحداهن أنها أتت من أجل التدريس للمرحلة الابتدائية، ولا تجد علاقة بين محتوى ماتسأل فيه وطبيعة العمل الذي ستقوم به.. وكأن المطلوب أن تحفظ المناهج الدراسية وتسردها على التلاميذ دون أدنى إحاطة بإثرائياتها. وثالثة الأثافي عدم علمهم بترتيب الشهور الهجرية، وعدم معرفتهم للأشهر الحرم، وأخذوا يعددون أشهرا يصيب منها واحدا أو اثنين ويطيش باقيها.
ثم سألتهم عن الفرق بين القرآن الكريم، والحديث النبوي، فتلعثموا وتتعتعوا محاولين أن يجدوا إجابة تحسن صورتهم فزادوا الطين بلة، وكذلك الحال عن الفرق بين النبي والرسول، وعن أولي العزم من الرسل لم يحرروا جوابا، وقبل أن تنتهي المقابلات دخلت علينا فتاة بوجه باسم لا يخلو من ارتباك تغالبه، عرفت نفسها بأنها إحدى خريجات الأزهر الشريف، فبششت لها واستبشرت بها خيرا، فأسمعتنا بصوت عذب آيات من الذكر الحكيم التزمت فيها الأحكام، وأجابت عن معظم أسئلتنا باقتدار
فشكرتها، وتنفست حينها الصعداء بعد عناء لبضع ساعات لم أجد من يصلح لتدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية، وهذا بلا ريب ناتج من نواتج السياسات التعليمية الخاطئة والمتخبطة على كل المستوايات والأصعدة.. فمن المسؤول؟
وهل نأمل في مستقبل مشرق لأبنائنا رغم كل هذه المساويء والظروف؟!
التعليقات مغلقة.