كــُــلــّـما بقلم د.وجيهة السطل
كــُــلــّـما بقلم د.وجيهة السطل
هي من أسماء الشرط غير الجازمة.
وتفيد تكرار وقوع الجواب بتكرار وقوع الشرط، أي كلما وقع الشرط تكرر وقوع الجواب. وتكرارها بذاتها في جواب الشرط خطأ شائع.
وأمثلتها في القرآن الكريم كثيرة.
من ذلك قوله تعالى في سورة البقرة/٢٥:
{كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
وهي كلمة مركبة من جزأين هما (كل) و(ما)، وقد أصبحت تفيد ظرف الزمان، وتضمن معنى الشرط،بعد ذلك التركيب. وتدل على التكرار .
وتعرب (كلما) على أنها اسم شرط غير جازم، مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية الزمانية. وجملة الشرط بعدها في محل جر بالإضافة.
ويعربها بعضهم:ظرف لما تكرر من الزمان،أداة شرط غير جازمة .مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية الزمانية. وجملة الشرط بعدها في محل جر بالإضافة.
ويعرب فعلا الشرط
والجواب في الآية القرآنية كالتالي:
رُزِقوا : فعل ماض مبني لما لم يسمَّ فاعله، مبني على الضم، وواو الجماعة،ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية من الفعل وفاعله في محل جر بالإضافة ..
قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والجملة لا محل لها من الإعراب جملة جواب الشرط غير الجازم .
يأتي فعلا الشرط والجواب معها ماضيين. ولم يردا إلا كذلك في القرآن الكريم في خمس عشرة آية ، على سبيل الاستقصاء .
و رفض بعضهم التعميم محتجين بورود جواب الشرط مضارعًا،أو فعلا الشرط والجواب مضارعين في التراث الأدبي لشعراء العصور الأدبية المختلفة.من ذلك:
١- قول لبيد بن ربيعة:
نَعْلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ **
بِالمَشرَفِيِّ وَلَولا ذاكَ قَد أَمِروا
٢-وقول الفرزدق:
إِذا حارَبَ الحَجّاجُ أَيَّ مُنافِقٍ **
عَلاهُ بِسَيفٍ كُلَّما هُزَّ يَقْطَعُ
٣-وقول جرير:
بانَ الخَليطُ بِرامَتَينِ فَوَدَّعوا **
أَو كُلَّما رَفَعوا لِبَينٍ تَجزَعُ
٤- وقول عمر بن أبى
ربيعة:
إِذا زُرتُ نُعْمى لَم يَزَل ذو قَرابَةٍ **
لَها كُلَّما لاقَيْتُها يَتَنَمَّرُ
٥-وقول قيس بن المُلوّح :
فَلَو كانَت إِذا احْتَرَقَتْ تَفانَتْ **
وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَتْ تَعودُ
٦-وقول خفاف بن ندبة السلمى:
جُلْمودُ بصرٍ إِذا المِنقارُ صادَفَهُ **
فَلَّ المُشَرْجَعُ مِنها كُلَّما يَقَعُ
٧- وقول حُمَيْد بن ثور:
وَما لِفؤادي كُلَّما خَطَرَ الهَوى **
عَلى ذاكَ فيما لا يواتيهِ يَطمَعُ
وقول الأعشى:
٨- تَخالُ حَتْمًا عَلَيها كُلَّما ضَمَرَتْ **
مِنَ الكَلالِ بِأَن تَستَوفِيَ النِّسعا
والقران الكريم فيصلنا في كل ما نستنتجه من قواعد نحوية،ولو أن العرب أجازت وقوع فعل الشرط مضارعًا أو وقوع الجواب مضارعًا أو وقوعهما معًامضارعين لورد
لهما مثال واحد على الأقل في القرآن الكريم؛ولذا فأنا أميل إلى أنّ كلما في تلك الشواهد ليست الشرطية، ولا تحمل معنى التكرار. وهذا ما سيتضح عند تأويل المعاني.وأنّ لها إعرابًا آخر .
كلَّ ما:كل نائب عن ظرف الزمان المحذوف للإيجاز.(كل وقت)فحذف مايدل على الزمن، وناب عنه كل. وما مصدرية، موصول حرفي وجملة صلة الموصول من ما والمضارع بعدها مضاف اليه. ويمكن تطبيق ذلك على الأمثلة الشعرية السابقة كلها.
الشاهد الأول:نَعْلوهُمُ كُلَّما يَنمي لَهُم سَلَفٌ، (ينمي لهم ينتسب إليهم).أي: نعلوهم بالمشرفيّ كل نمي سلفٍ لهم.ومن الواضح أن البيت في الهجاء.
-الشاهدالثاني :كُلَّماهُزَّيَقْطَع.كلّ هزٍّ يقطع.
الشاهد الثالث: .أوَتجزع كل رفعٍ لبين.
الشاهد الرابع: يتنكر كل لقاء.
الشاهد الخامس:ولكن تعود كل احتراق .
الشاهد السادس:فلَّ كل وقوع .
الشاهد السابع:مالي فؤادي يطمع كل خطور للهوى. وجملة يطمع حالية.
الشاهد الثامن:كل ضمور من الكلال تخال
اعذروني كانت برقية ،فطالت وصارت مقالا.
تحياتي
التعليقات مغلقة.