كلام الأستاذ…
بقلم المهندس / أسامه أنيس
كان أستاذى عبقرياً وعملاقاً فى علم الموانىء … رائعاً فى شرحه وتبسيطه للمشاكل المعقدة وحلولها … كان سهلاً ممتنعاً وممتعاً … موسوعياً وفياضاً
كنا نقضى وقتاً طويلاً معاً … كان يخصنى بحديثه فى كل شىء وأنا أجلس أستمتع بالحديث معه وأستمع لحديثه وأتوجه له بالأسئلة … كان حريصاً أن ينقل خبراته الهندسية الرائعة لى (ولكل من يجالسه) … قضيت معه أياماً طويلة فى العمل فى بيته حين كان عمره يمنعه من الخروج إلا نادراً
وبينما كان يحدثنى فى نهاية يوم عمل وبعد العشاء سألته سؤالاً حيرنى كثيراً ووجدته ينظر لى نظرة رائعة ولمعت عيناه بوميض ساحر …
ظللت صامتاً ثوان طويلة أنتظر إجابة السؤال ، ثم أبتسم أخيراً وقال :
” سأجيبك على سؤالك … وكل أسئلتك التى لن تسألها قبل ما ينزلونى فى الحفرة “
كلماته أبقتنى صامتاً مرتبكاً … وقال ببساطة وذكاء ولاتزال ابتسامته على شفتيه وعينيه تومض سحراً عبقرياً :
” إجابتى هى لا أعرف إجابة سؤالك !! … هل عرفت الإجابة ؟! “
وابتسمت … فأكمل
“يخطىء من يعتقد أن لدى الأستاذ إجابة كل الأسئلة … فلا تنتظر إجابة كل الأسئلة وعليك أن تبحث أنت عن إجابة لبعضها “
هكذا كان الأستاذ … وكلام الأستاذ
رحل الأستاذ وكلام الأستاذ لم (ولن) يرحل … رحمة الله عليك
التعليقات مغلقة.