كلمات مُبعثره
بقلم محمد سالم
فى ساعةٍ متأخرة من ليلةٍ أبت ألا تنجلي، إنقطعت فيها الكهرباء وأنا فى وحدتي أُسامِرُها، لَم أُحاوِل القيام للبَحثِ عَن مصدرٍ للإضاءه لأُعيدَ بعضَ الضوءِ للمكان، وأُخفِفُ مِن وَحشةِ الظُلمة التى غَلفت كُلُ شيئٍ من حولي، لم أشعر إن كُنتُ قد أغمضتُ عيني أم تَركتُها تَنظُرُ إلىَ لا شيئ، فالظلامُ حالك، لقد تَوشَحت كُلُ الأشياءِ بِردائه، لم أعُد أرىَ شيئاً، وإذ برأسي ودونَ إرادةٍ مني تنجرِفُ للوراء لِتَستقِرُ علىَ مَسندِ الكُرسي الجالسُ عليه، …..
فى هذهِ اللحظة تحركت في نفسي أفكارً كثيرة، واختلجت داخل رأسى المُثقلِ بالهموم، وبدا وكأن شريطاً من ذكرياتٍ وأحداثٍ يمُرُ فى تتابُعِ من أمامِ عَيني، التى لم أعرفُ إن كانت مُغمَضة أم مازالت تنظُرُ إلىَ لا شئ، وإذا بي أجدُ نَفسي أغوصُ فى بُحورُ ذِكرياتٍ تخطتها سنواتُ العُمر من زمنٍ بَعيد، ذِكرياتٍ تحدت الزمن ونفضت عنها غُبارَ عُمرٍ بدأ يلملمُ أوراقه ، وعادت من جديد لِتعيش معي ما تبقىَ من رحلةِ عُمرٍ فى حاضرٍ أمسىَ للهمومٍ رهين، …
في هذه اللحظة إذ بخواطري تتحركُ بحديثٍ يملأهُ الشجن، مع ذَكرياتٍ عادت لتَعزِفَ اللحن الأخير ..
فكانت هذه الكلمات المُبعثرة………….
عُذراً حبيبتي هانت عليكِ..نِداءات الفؤادِ وهدمتي العرين
عُذراً حبيبتي فقد مَحوتي الذِكرىَ.. والفؤادُ أمسىَ للهمومِ رهين
قد كُنتِ دَوماً تَطلُبينَ البعادَ.. بِغيرِ اكتراثٍ تذهبينَ أنّاَ تَرغبين
أشعلتي فى الفؤادِ لظىَ الوجدِ..وكأنكِ فى سَحابةِ نارٍ تسبَحين
والنفسُ أغرقها طوفانُ الهُمومِ..وأنتِ بِنشوةٍ علىَ الألم تَعبُرين
دَعكِ فى مكانِكِ لا تُرهِقِ النَفسَ..سبَقُكِ الفِعلَ وهواكِ الرعين
لم يعُد فى الجسدِ إلا أنفاسٍ .. تطرُقُ الأذانِ بأنين شَجين
أُذكريني كُلما مالت الشمسُ للغروبِ.. واذكُري كَيفَ أدميتي قلباً حَنين
التعليقات مغلقة.