موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كلمة مختصرة في قراءة المجموعة القصصية “شيكولاتة باللوز” للأديب الروائي الأستاذ/محمود حمدون بقلم : محمد كمال سالم

262

كلمة مختصرة في قراءة المجموعة القصصية “شيكولاتة باللوز” للأديب الروائي الأستاذ/
محمود حمدون بقلم : محمد كمال سالم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا مررتم بطاولة في أي مقهى، عليها عدة أقلام وقصاصات أوراق مجهدة، وفنجال من القهوة الغامقة؛ فاعلم أنه مر من هنا.

لن أمل أبدا عندما أصف قلم الأستاذ محمود حمدون بشكل عام.
الأستاذ حمدون ليس مجرد كاتب للقصة أو الرواية فحسب، هو من البداية مشغول بما
يجري حوله في وطنهِ، مهموم بما يهم الناس ومشاكلهم، متابع جيد جدا للأحداث وتطورها ودائما يكون عنده خبر بكل جديد، ومن يتابعه يلاحظ هذا بسهولة جدا من خلال منشوراته المتنوعة.
أما من الناحية الكتابة في المقال والأدب، هو أديب مفكر فيلسوف، هو أبدا لم يحاول أن يصنف نفسه أوينشغل بهذا، هو يقرأ ويقرأ ويكتب ويكتب كل ما يمر أمامه أو في خاطره، صائد
ماهر جدا للحظة وتوثيقها بأدق وأروع المفردات المعبرة.
درست له كمتذوق طبعا، عدة إصدارات كلها رائعة لكن لعلكم لاحظتم معي هذا
التطور أو التغير النوعي والوجداني الذي حدث في القصة عند الأستاذ حمدون والذي لا
أريد الخوض او الإسهاب فيه الان، ربما في وقت اخر أو مكان اخر.
هذه الحرفية
التي اكتسبها من خلال أعوام كثيرة مع الكتابة، وهذا المزج الرائع الذي أصبح
يغلف إبداعه بين الحداثة الواعية وما بعد الحداثة، الكلاسيكية الجميلة الغارقة في الرومانسية ورهف الشعور.
(شيكولاتة باللوز)
هي مجموعة تبلورت فيها كل ما ذكرته آنفا، وأخص بالتحديد فيها قصة(كان وهما)وشيكولاتة باللوز.
توقفت كثيرا عند اللغة والتصوير في قصة كان وهما، هذا العمق وهذا الشعور
المستقر في الوجدان الذي يلقيه دائما على لسان أبطاله في رؤية فلسفية عالية الرمزية والقدرة على توصيل هذا الشعور.
جمال الصورة ودقة الوصف وكأنك تعيشها في مشهدية بديعة
أنظروا لهذه الصورة، يقول:
(نتحلق حول راكية تشتعل فيها نيران، بين قطع الخشب يستقر
براد صغير يغلي فيه الشاي حين سرى الدفء في الأوصال، تقهقر الصقيع من حولنا مسافة
آمنة) هل رأيت الصورة السينمائية معي وشعرت بالحالة التي يصفها، دفء راكية النار صوت
غليان الشاي في البراد على الخشب وهو يطقطق والنار تأكله, مسافة دفء ضيقة خائف أن تتخطاها، ثم يأتي ونس الحديث الدافئ، وذكريات الرجل المنياوي مع أبيه وكيف كان يراه!
ومثل هذا صور كثيرة ثم تأت الخاتمة التي تبلور الفكرة والتي تميز الأستاذ حمدون دائما
يقول بعد أن عالج راكية النار بيده مباشرة( النار ما تحرقش مؤمن يا مولانا، هي نديم لي منذ الصغر، بيننا عهد ألا تمسني شريطة ألا أقترب الحرام) ياسلام على روعة الخاتمة، وترسيخ القيمة التي أراد توصيلها في هذه الجملة الخاتمة.
أما في قصة ” شيكولاتة باللوز”
وهي نموزج فريد في اقتناص القاص للقطة و سرقة اللحظة وبلورتها في قصة.
يقول(استدعيت في لحظة ماض ولى, رأيتني مكان
الشاب أنأى بجانبي، أرفض كل شئ لا يوافق عقلييقصد العنادأشب على أطراف أصابعي
أحاول أن ألمس النجوم، أن أمسك القمرإحالة لأحلام وأماني كثيرة وأمنعه من الدوران
حول الأرضغرور الشبابلقد أشفقت عليه، بائس من يلف حول من لا يراه لا يستشعر
وجوده)
شعور بالخيبة والندم على إهدار الوقت والنصيحة وعدم دقة وحسن الاختيار.
الرسالة التي تركتها قصة شيكولاتة باللوز، تخبرنا أننا نكتشف بعد فوات الأوان قدر النصيحة التي تأففنا منها فيما مضى، وكان حليفنا الصلف والغرور واندفاع الشباب، كل هذا يكبد الإنسان خسائر كثيرة، لكنها سنة الحياة وقدر الله في خلقه، فلو أننا استمعنا كلنا للنصيحة الخبيرة ممن سبقونا، لانتهت مشاكل الحياة وصرنا في جنة، وهذا غير منطقي ومخالف لوعد الله سبحانه وتعالى.
هكذا تجلت فنيات القصة القصيرة عند الأستاذ محمود حمدون التي تخطت كل التقريرية التي ذكرتها أنا في الشرح، عندما استخدم تقنيات السرد والاختذال والتناص مع القران الكريم بحنكة ومهارة وخبرة طويلة مع فن السرد.
في النهاية نهنئ أنفسنا على هذا الإصدار القيم ونتمنى لأديبنا القدير دوام التوفيق ومزيدا من الإصدارات والنجاح.

التعليقات مغلقة.