كل ضيق إلى زوال..
بقلم فادية حسون
لاتزال تبحث عن ذاكرة خائنة ..
ذاكرة تتنكر لملامح الوفاء ..
قاربت قدرتها على الصمود أن تنفذ …
وما أصعب تهشم أغصان السنديان أمام عاصفة نرجسية الهوى …
كرجل كفيف البصر كسر عصاه في وسط طريق مكتظ بالعثرات كانت تمشي …
ترهقها ذاكرتها الوفية ..
تود لو تجتثها بكل تلافيفها ..
يثقل سمعها دبيب الذكريات ..
كأنها أسراب نمل خرجت تخزن مؤونة الشتاء من بيادر شيعت للتو آخر السنابل ..
لاذعة جدا سياط الحنين وهي توسع روحها ضربا …
وقلبها مقطع إلى ذرات تناثرت في أرض شائكة ..
وقدماها حافيتان …
وليس الى لملمة شعث قلبها من سبيل …
ظلت تراقب تلاشي روحها في جوف نفق الخذلان ..
الى أن صفعتها حزمة النور في آخر النفق ..
أيقظتها من غفلتها ..
فركت عينيها بشدة لتستوعب كمية الضياء المباغت …
غسلت وجهها ببرقة اطمئنان لفحت محياها على حين غرة …
ثم نهضت متثاقلة وهي تردد في سرها :
كل ضيق الى زوال ..
ومحال أن أذعن للقهر محال …
كلمات بسيطة وقليلة ولكنها باعثة للأمل الله عليكي فادية حسون