موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كم ليلة بقلم.. محمد كمال سالم

98

كم ليلة بقلم.. محمد كمال سالم

يقسو على بدنهِ، يعنف روحهِ، يعذبها:فلتتذوقي ويل ما فرطتِ في جنب نفسكِ.يضع أزميله ومطرقته، جوار مخدعه ويرقد، يعانق سهاده المؤرق..

تأتيه ذات ليلة، لا يستطيع أن يرى، إلا وجهها الصبوح الرخامي الناعم، يُعدِلُ من خصلات شعرها الكثيف فوق جبينها، يبتسم لأول مرة منذ عهد بعيد، يتحسس جيدها المرمري، ينظر في عينيها العميقتين، يتأملها، سؤال وكلمات جاش بها فؤاده، آثرَ الآن أن يؤجلها.
هي غرفة واحدة أصبح يقطنها، من كل غرف هذا القصر المنيف، الذي تركته له والدته مع ثروة طائلة، قد ضيعها على زوجته التي عشقها، ولكنها لم تبادله هذا العشق، وأبت أن تنجب له، بل إنها استنزفته حتى آخر جنيه في خزينته، ثم هجرته.
بات عليه أن يتجرع الألم، أن يتكسب قوته من مطرقته وأزميله، من عمل يده، ما عاد يرتدي حذاءه الطبيّ إثر حادثة قديمة، وما عاد يكترث أن يرى الناس والجيران عَرجَتهُ، عندما يخرج مضطرا من غرفته المظلمة لقضاء حوائجه، فلم يعد في البيت خدم أو حشم، يُدهش كلما سمع الناس يدعونه كما الأيام الخوالي بشامل بك، كان لا يعرف أنهم يلقبونه إذا استدار بالأعرج، عائش في زمن ضاع وانقضى ولا يدري، ينظر إلى القصر من بعيد وهو يبدو وكأنه قصر مهجور، هو الشبح الوحيد الذي كان يسكنه.

تبدَل كل شيء، حتى البيانو العتيق الراقد في بهو القصر الفسيح، طالته يد الإهمال، تحول صوته الرخيم إلى طرقات تصم أذنيه، ومازال يُطربهُ كلما حنَّ وعاد يداعب أصابعه السوداء بأنامله!
ينظر في مرآته، شعرهُ المُهمَل المجعد، لحيته المترامية في فوضى عارمة: لست أدري أأكرهك أم أشفق عليك.

ذات ليلة أخرى، استطاع أن يكشف عن كتفيها المكتنزين، يرتاح عليهما شعرها المنسدل كمعطف من حرير، نهداها الشامخان الأبيان كمدينتين استعصتا على الغزاة، عززَ من تحصينهما بوشاح رمادي من لون عينيها.
مرَّ بأنمليه فوق شفتيها، آن له أن يحدثها حديثا قد أجله وسؤالا:
من أنتِ؟ كيف لي أن أعرف؟
ربما تكونين إيزيس وظننتِ أني بضع أشلاء من أوزوريس! أو فينوس جئتُ لأمنحكَ الحب، أو أفروديت!

يقطع تناجيهما طرقُ على زجاج النافذة المطلة على الحديقة المهملة، يحاول أن يري الطارق، مصباح واحد فوق امرأته، وظلام دامس في الخارج.
يُحدث الطارق دون أن ينظر إليه، هو يعرف أنه الوحيد الذي يمرُ عليه في مثل هذه الساعة:
ماذا تريد؟ متى تنتهي منها؟
_لن أبيعها لك.
يمضى طارق النافذة وهو يتمتم بكلمات لم يتبينها، لكنه يعرف مغزاها.

نفضَ التراب من فوق وسادته ومخدعه، آوى إلى فِراشه يحدث نفسه: سأتوقف معك هنا هذه الليلة، أخشى أن أنتهي منكِ، فأصحو ولا أجدك كما فعلت هي من قبل، فقد أمسيتُ أخاف أن أبيت هنا وحدي.

في الليلة الأخيرة، كشف عن خصرها النحيف، ردفيها،فخذيها، ساقيها الملفوفتين في فتنة، ثم حدق في عينيها:
_ها قد انتهينا، صار لك قدمان، يمكنك الآن أن تغادري، هي أيضا هجرتني عندما انتهت مني، دون أن تنطق بكلمة مثلك.
لم تحول عينيها عنه، ولم تعره جوابا.
عاد طارق النافذة من جديد، لم يكترث له وأكمل حديثه لها:
ولكنك أكثر منها جمالا ووداعة، لا أريدك أن ترحلي؛ رغم شعوري بالجوع، ولكني لا أريد التخلي عنكِ.
يشطاط غضبا من صمتها، يصيح فيها:
ألا تريدين البقاء، أنا أحب أن تبقي، ألا تحبين؟ ألا تنطقين !
نسيت أنه لك قلب من رخام مثلها، سأحطمنك تلك المرة ولن أستكين ثانية.
يرفع مطرقته بكلتا يديه، يهم أن يهوي عليها يحطمها، يحول طارق النافذة بينه وبينها:
هون على روحك، هاك ثمنها ويفيض هو لك أفضل منها.
يحملها تاجر التحف ويمضي، بينما راح هو يودعها لاهثا بعينين جاحظتين.

ألقى أزميله ومطرقته بجوار مخدعه، يرقد يعانق سهاده المؤرق.

التعليقات مغلقة.