كورونا
محمد الجداوى
قبلتي حيرى وقلبي واجف
وسبيلي تاه روحا جسدا
تلك نجمات كستها ظلمة
أرهقتني إذ كسرت الوتدا
كنت إن كانت بعمري صبوة
يضرب العمرَ المشيبُ النَكِدا
في فراغ جال في الآفاق لم
يُبقِ فينا مازحا أو جَلِدا
وحده قد سار دربي عابسا
باكيا أن ليس يُرضي أحدا
في صفوف في تخاييل المدى
قد وقفنا نستدر المددا
بيديها أجبرتنا كي نرى
من قريب موتنا والبِددا
كنت أمسي في أمان ما له
غير ما نبغيه نبغي السندا
صرت في صبح نراه ليلنا
شيَّبَ البدر المضيء المُرُدَا
قال جدي: هذه الأخرى لنا
قد زرعنا وحصدنا الولدا
إننا صُغنا حكايا شعبنا
ورسمنا النور يردي ها الردى
إننا درع يقيكم بأسكم
نهزم الشَّينَ نحلُّ العُقَدَا
إننا كنا فدا جيل أتى
يحمل البشرى ويهدي الأبدا
أنتم الفردوس في هذي الدنا
زينة تزهو تردُّ الشَّرِدا
أنتم الإقدام إن خارت قوى
فاستعيدوا مجدنا مؤتَسِدا
ليس كورونا بفيروس إذا
كان عن أرواحنا مبتعِدا
لستم الناجين في وجه البَلا
إنما ينجو حريصا رَشَدَا
فاقعدوا في بيتكم لا تخرجوا
صحَّ لم يسقم هنا مَن قَعَدَا
التعليقات مغلقة.