موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

كوني أمًّا / خاطرة قصصية بقلم الأستاذة : فادية حسون

366

كوني أمًّا / خاطرة قصصية بقلم الأستاذة : فادية حسون

لم أكن أتوقّع أن يأتيني حديثُها
بهذه الصاعقة التي زلزلت كياني ..
جاءني صوتُها عبر سماعة جوالي
وكأنه ريحٌ عصفت بشجرة تماسكي واتزاني ..
فتخلخلت جذوري ..
وتبعثرت وريقاتي..
وكأن خريفًا سريعًا باغتها فخرّت صَعِقة مصفرّة …
فخطفت فيءَ روحي وأردتني جرداء في غابة تستنكر وجودي ..
شعرت أن هناك جمهورا ضخما من المفردات
يحتشد في حنجرتها التي تنتحب كنعجة ذبحت للتو بمدية حادة لا تعرف الرحمة .. فغدت متخبطة تستصرخ الروح ألا تفارق الجسد ..
تلك الفتاة العشرينية اليتيمة رغم وجود الأبوين .. ذابلة الملامح رغم أنها في ذروة ربيعها .. مرتبكة تائهة في وقت هي أحوج ما تكون فيه للاطمئنان والسكون …
حدثتني … وقلبُها يعتصر ألما .. وصوتها يحتضر في محراب بوحها الجريح … أذهلني سؤالها لي : خالة هل تقبلين مني مناداتك ماما ؟
هنا عرفت مأساتها التي أرهقت روحي ..
وأدركت أن أمها لا تمت للأمومة بأية صلة ..
حدثتني عن حاجتها العظيمة لتبكي وترتمي في حضن دافئ .. وعن رغبتها بصدر حنون تبثه أوجاعها ..
وعن حاجتها ليد تربّت على كتفها حين تتعب.. وتمسح دمعتها حين تسيل .. واسترسلت في شرح مأساتها وبعدها عن أمها جغرافيا وروحيا …
رغمًا عني أجرى دماغي مقارنة بين علاقتها بأمها وعلاقة ابنتي بي … حاولت عبثا أن أهدّئ من روعها ..
وأن أقوم بتصدير نفحة من نعيم جنتي إلى جحيم مشاعرها المتألمة باضطراد … بثثتُ لها بعض عبارات الحنان …علّني أسهم في رأب صدوع قلبها الطفولي … لكن بكاءها بعثر كلماتي … وتعثرت روحي بشهقات روحها التي أُعدِمت بمقصلة الجفاء والجحود …
أيّ أم هذه ؟؟!!
أيّ قلب هذا الذي تحمله في أيسر صدرها ؟؟!
كم من التعاسة يحمل قلب تلك الصغيرة المتألمة ؟؟!
أنهيت مكالمتي معها على أمل أن نلتقي ونتحادث وأضمها مااستطعت … لكن قلبي وفكري ظلّا معلقين بسماعة جوالي ..عند ذيول حديثها المثخن بالجراح …
سيدتي الأم …
كي لا تبحث ابنتك عن أم بديلة ….
كوني لها أما حقيقية ..

التعليقات مغلقة.