كيف تجعل الفراشات من نفسها فريسة للصياد؟… مقال بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
أصعب المقالات التي تفتح أبواب الحديث فيها هي تلك التي لا يخلو منها الماضي و الحاضر و المستقبل .
و لا أدري لماذا ؟
الكثير من الأسئلة طرأت في ذهني و أنا أكتب هذا المقال الشائك . و لكن للأسف دون إجابة شافية بأن ما حدث لن يتكرر رغم تطور وسائل النصح و التوعية و رغم ملامسة التجارب الواقعية عن قرب و مشاهدة نتائجها السلبية للأسف .
و سنبدأ مقالنا من الواقع الذي يعيشه الجميع و فُرض على كل بيت دون إستثناء .
و هو الواقع الإفتراضي أو ما يسمى بالعالم الأزرق .
كما تعلمون أنه لا يخلو بيتٌ من بيوتنا من المشاكل الأسرية
لكننا في هذا المقال سنكون أكثر دقة و سنتحدث عن بعض العثرات التي تقابل أي من الزوجين بعد بداية هذه الحياة المقدسة بكل ما فيها من اختلافات في العادات و الطباع قد تؤدي إلى سوء الفهم و صعوبة التفاهم و الشد دون الجذب في أبسط الأمور و كأن كل طرف يحاول فرض سيطرته على الأخر .. لا لمحاولة فهمه و تقريب المسافات بالمودة و الرحمة
و هذا ما يجعل المسافة بينهما تزيد، حتى يشعر الطرفان بالملل و لم يمر على زواجها سوى أشهر معدودة ، حتى أن بعض الحالات قد تفكر في الإنفصال الجاد و للأسف حدث بالفعل و وقع الإنفصال في بعض الحالات .
لكن الخطير في الأمر أن بعض الحالات قررت أن تُكمل لأسباب أحيانا تخصها وحدها مثل السن الصغيرة لبعض الأبناء
أو لإستكمال مدة دراستهم ، أو لإتمام زواجهم أو أو …. .
و في هذه الأثناء، تخرج مشاعر المرأة عن السيطرة ” إلا من رحم ربي ” .
حيث أنها قد تقرر الإنفصال العاطفي وأحيانا الجسدي عن الزوج إما بسبب النفور أو لظهور طرف ثالث في حياتها .
إما عن طريق الصدفة عبر هذا الفضاء، أو عن طريق العمل، أو إحدى الصديقات .
و في النهاية لن يفرق الأمر كثيراً .
فهي من جنت على نفسها .. و جعلت من نفسها فريسة سهلة .
بإفشاء أسرار بيتها، بل بأدق تفاصيل حياتها الخاصة مع زوج لم تكلف نفسها أحيانا لمحاولة فهمه لاحتواء غضبه لتقريب المسافة بينهما ، أو لتشعره برجولته، كما كانت تفعل أمها مثلا مع أبيها ، و إن كانت أمها لا تفعل، فلعلها سمعت نصيحة من إحدى العاقلات اللاتي لا يردن خراب البيوت .
هنا أصبحت فعلا فريسة سهلة لإنسان تظن عفوا بجهلها المجتمعي و الأسري أنه رجلٌ مثالي و من عالم آخر لمجرد أنه تلاعب بمشاعرها و أعطاها مما حرمت نفسها منه، لو تفهمت زوجها .
فلا تعلم أنه أكثر بؤسا منها و يهرب من واقعه هو الآخر و يتنصل من مسئولياته و يتفرغ لاستغلاها عاطفيا و أحيانا ابتزازها ماديا لكن بعد أن تكون قد اطمأنت له .
و ظنت بعقلها المحدود أنه الفارس الذي سينقذها من واقع للأسف هي من صنعته بعدم صبرها على زوجها
و للأسف تزداد الفجوة بينها و بين زوجها و التي تجعل الحياة حقا لا تطاق .
فقد خرج وعيها عن السيطرة فلن تحاول فهم و لا استرضاء الزوج .. مما يجعل أي رجل ينحاز لكرامته .. فتتغير طريقة المعاملة و يصل الأمر إلي الإهانة النفسية و الأذية الجسدية .
فتظن أنها ضحية و توهم من حولها بذلك
و لكنها للأسف جنت على نفسها و بيتها و أولادها و من قبلهم زوجها .
فالكثيرات منهن لا يفقن إلا على صدمة حقيقية في هذا الشخص التي ظنت أنه منقذها، و لكنه في الحقيقة هو سبب غرقها أكثر بكذبه و خداعه .
مما يجعلها في حالة من عدم الإتزان العقلي و النفسي ، و قليل منهن من تستعيد توازنها و تعود إلي رشدها قبل فوات الأوان ؛ فتخسر حياتها الحقيقية لا المزيفة التي صنعتها بتغلب عاطفتها على عقلها .
و من واقع الحياة الحقيقية التي نعيشها و التي نلمس تجاربها بالاستماع أو بالقراءة أو بالقرب من أصحابها نجد أن الخاسر الوحيد هي المرأة
خسران زوج في الحلال تستطيع بصبرها و بقلب أنوثتها و أمومتها .. أن تتغلب على عثرات الحياة معه و تتفهم طباعه و تتعرف على أفضل ما فيه و تركن إليه لتلتمس له الأعذار فيما بعد
فلا أحدا منا يكتمل إلا بالآخر .
و من واقع الحياة التي نعيشها و نلمس واقعها عن قرب
لا يستطيع خراب البيت إلا ” أهله ” سواء الرجل أو المرأة و ذلك بتقديم عثراتهم على طبق من فضة لأصحاب الأمراض النفسية و التي لا يحلو لها الصيد إلا في الماء العكر .
لا تجعلوا من أنفسكم فرائسًا سهلة بفتح جراحكم أمام القاصي و الداني
وإن استحالت الحياة.. ففراق بمعروف
و لا أن تتركوا خلفكم و في أنفسكم وجعا و ندبات لا يداويها الزمن .
التعليقات مغلقة.