كيف تواجه ضغوطك النفسية
كتب : عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
كثيراً من الناس تستسلم لضغوطها النفسية ،لمواقف أو صدمات تعرضوا لها فنجد أشخاص أنشغلوا طوال الوقت بمن بالرد علي من يرميهم بالباطل بسهام الغيبة والنميمة وكسر الخواطر والغيرة والحسد من شخص أو أشخاص ما مثلا يحاولون بشتي الطرق إسقاط تفائل هذا الشخص .
وهناك من يتعرض لضغوط نفسية أصعب من يكبت في نفسه ويتحمل دون أن ينطق بل يتأقلم مع الوضع الخاطئ ويظل ترهق وتتدمر صحته شيئاً فشي بسبب حياءه أو خوفه أو صبره السلبي علي أمر خاطئ دون عمل أي خطوات صحيحة لتغير الوضع وهذا عكس من يحاول بخطوات صحيحة ولم ينجح ويظل يحاول تغير من يؤذيه إذا كان من يؤذيه لم يمكن الابتعاد عنه .
وهناك أشخاص تجد ضغوطهم النفسية بسبب أمراض قلوبهم فهم يكثرون من تتبع عورات الناس والتصنت عليهم ويخوضون في الأعراض ونشر الشائعات وترويج أخبار لم يتأكوا منها من خلال السويشال ميديا وطول الوقت تجدهم معترضين علي أحوال الناس دون أن يسعوا لتغيير أنفسهم للأفضل
، وسمعنا بالتأكيد علي أولئك الأشخاص الذين أنعزلوا عن الناس وأغلقوا أبوابهم علي أنفسهم ومنهم من أغلق باب حجرته لينغلق علي أهل بيته أنفسهم بسبب تأثرهم وصدمتهم من كلام أو موقف صادم من شخصية كانوا يظنون فيها الإخلاص والاصعب طبعا عندما تجد الغدر من أقرب المقربين ولا يعني ذلك خوفنا من كل من حولنا ولا إنغلاقنا علي أنفسنا فهذا هروب من المسؤلية بل وهروب وقتل الطاقات والنعم التي وهبها الله لنا والتي ينبغي علينا أن نستعملها إستعمالا صحيحاً ولكن كثرة التفكير والقلق الزائد والتوتر ولوم النفس باستمرار علي الماضي والرعب من المستقبل والتردد في إتخاذ القرارات والتأثر بالكلام التي يخرج من أفواه اشخاص سلبية أو حاسدة أو حاقدة لا ينبغي أن تجعله مبررا لقتل طموحك بل أجعله دافع أكثر للتحدي والإصرار علي تقديم الأفضل وتذكر أنك تعرضت كثيراً لصدمات في صغرك وقد مرت بسلام وأن دوام الحال من المحال وأننا في الدنيا جئنا في دار إبتلاء وأمتحان وليس دار نعيم أبدي ويجب توقع أننا معرضون لأي شئ في أي وقت فالسليم ممكن يصبح مريض والمعافي يصبح مبتلي وقد سأل أحد تلاميذ الامام أحمد بن حنبل أستاذه متي الراحة يا امام قال لا راحة إلا مع أول قدم نسوقها على جنة الرحمن
وقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يقول والله لو أن
أحدي قدماي في الجنة ما أمنت مكر الله .
لذلك ونحن نتحدث عن الآلام وكيفية إدارة الضغوط النفسية علينا أن نتذكر الجانب الروحاني أولا وأن يكون لدينا صحبة طيبة أشخاص يعرفون بعضاً لله وهم موجودون بالمناسبة لمن يبحث وليس كما هو شائع أن الحياة كلها غدر وخيانة وظلم وفساد فقط .
تذكر وتمعن عن كل مصيبة إصابتك نعم الله عليك وتذكر أن نفس مصيبتك قد أصابت غيرك بافظع منها بكثير وصبر وتحدي ورغم أننا نختلف عن بعضنا في درجة التحمل ولكن ربنا رب واحد ونستطيع أيضاً ممارسة الرياضة وشغل الوقت قدر الإمكان باشياء فيها تنمية للفكر وللطاقات التي بداخل كل فرد فينا وجبر الخواطر من ضمن الوسائل الهامة في مواجهة الإرهاق والقلق والاضطراب النفسي والضغوط النفسية عامة ،أجبر بخاطر الناس بصدق ولو بالكلمة والابتسامة دون أن تنتظر منهم جزاءا ولا شكورا هتجد الله يجبر بخاطرك مادمت قد صدقت النية له وحده .
وليعلم كل من يعيش في صدمة وفاة شخص عزيز عليه جدا كما أسلفنا القول كل من قبل الحديث النبوي الجميل
إذا مات بن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
لن يفرح المتوفي ببائكك ولا بالضغوط النفسية التي وضعتها علي عاتقك
من مات عندك يريدك أن تقاوم أن تنهض أن تستكمل مسيرته في الخير ليصل له ذلك حسنات وأن ترد المظالم إن كان قد ظلم أو أستدان من أحد .
لا تترك نفسك للضغوط النفسية والاكتئاب حتي لا تسوء حالتك ولا تبرر لنفسك ما أنت فيه من ضعف ولكن ركز وأمعن النظر في السطور السابقة وأبدأ في عمل ما قيل خطوة بخطوة ولا تتعجل النتائج ولا تيأس من رحمة الله وللحديث بقية باذن الله .
التعليقات مغلقة.