كيف يمكننا استقبال عامنا الجديد والتغيير من شخصياتنا بقلم رشيد الموذن المغرب
كيف يمكننا استقبال عامنا الجديد ، والتغيير من شخصياتنا؟!
تحياتي ومرحبا بالجميع….
تمرّ الشهور والايام والساعات بسرعة البرق، تتعاقب الفصول وتمضي الحياة دون ان نشعر، ويأتي عام ويرحل عام، وها نحن الآن في نهاية عام وبداية عام جديد، بالتأكيد الكل يرغب في أن يستقبل عامه الجديد بإيجابية فهذا الأمر يضمن أن نمضي كل أيام العام على حالة جيدة ولكي يتحقق ذلك لا بد في الأول من نسيان كل المعاناة والأحزان البارزة منها والغائرة. التي تعرضنا لها في العام المنصرم… واليوم علينا ان
ندفع أنفسنا للأمام نحن في نهاية شهر ديسمبر ونهاية عشرين عشرين وكلها أيام قليلة وتنتهي هذه السنة، فكيف هو شعورنا تجاه إنجازاتنا التي حققناها خلال الأشهر المنصرمة من هذا العام؟ وتغلبنا بفضل الله تعالى على كل الإرهاصات البدنية والفكرية. من كوارث وأوبئة طبيعيّة، ومشاكل اقتصاديّة، كل هذه العوامل السلبيّة التي عشناها في هذا العام جعلتنا نعيش في حالةٍ نفسيّةٍ سيئة ومُفتقرة لأي نوع من الراحة والهدوء. فمطلوب منا اليوم بذل محهودات،
محاولين الحصول على اتصال مع مشاعرنا.. لنعيش معها ونتنفّس منها ولا ندعها تمر هكذا مرور الكرام. هل نشعر بخيبة أمل أو إحباط مما خلفته الآكراهات في نفوسنا ؟ هل نشعر بالندم على ما لم نحقّقه من أهداف.؟ هل ندع هذا الأمر يسيطر على عقولنا ؟ نطرح على أنفسنا الكثير من الأسئلة؟ المهم هاقد انتهى العام، وأصبح من الماضي… ماذا فعلنا به ؟ وماذا علينا ان نفعل فيما هو آت تجاه انفسنا ؟
إذا كنا نرغب في التغير بسرعة فإن الأمر يتطلب منا العمل بذكاء وليس بجهد.. حتى الاعمال المطلوب فيها الجهد البدني لولا المهارة والذكاء ما كان انجازها ممكنا…
المهارة والانضباط الذاتي هي مفتاح كل المهارات ومفتاح كسر اي عادة او اضافة عادة جديدة لحياتنا .
بلغة بسيطهة المهارة هي القوة الخفية التي تنبع من أعماق الذات وتقترن بالعمل الجاد، حيث لا يمكن أن يظهر الإلهام ما لم يقوم الشخص بالتفكير والتجريب والتحليل.. وبذلك تعتبر المهارة الخطوة الأولى الأساسية في عملية الإبداع، لحسن الحظ الإلهام ليس حصراً على العباقرة, فحتى الشخص ذو الإمكانات العقلية البسيطة يمكن أن ينمي هذا الحس عنده من خلال ممارسة أنواع معينة من الهوايات تمكنه من الالتزام بصورة جدية وحقيقية من اجل اضافة عناصر جديدة لحياته, تتمثل بتطوير نموذج جديد من العادات التي تلعب اثرا جوهريا بحياته….تقول الحكمة الشهيرة (إذا لم يكن لديك هدف، فاجعل هدفك الأول إيجاد واحد) الحياة بدون هدف لا معنى لها ولا قيمة، فالهدف يساعدنا على تحقيق أحلامنا، ويسهل علينا تجاوز الظروف الصعبة، ويمنحنا الأمل والعزيمة للاستمرار في المضي قدماً, حتى نبلغ غاياتنا، كما أنّ تحقيق الهدف يجعلنا أكثر ثقة بأنفسنا، ومن أجل ذلك يجب أن نربط حياتنا بمجموعة من الأهداف في الحياة. وبدلاً من التفكير بالأشياء التي فشلنا فيها خلال السنة الفارطة، وما عشناه من إكراهات، نصنع قائمة بالأشياء التي تمكنا من إنجازها، ونقوم بتعليقها في مكان واضح على الحائط ليراها الجميع، ستُعطينا هذه القائمة شعوراً بالرضا والفخر والسعادة وستتولّد بداخلنا طاقة كبيرة لمتابعة العمل من أجل تحقيق المزيد من النجاحات، نحاول أن نستقبل السنة الجديدة ونحن مُتحرّرين من كل الضغوطات النفسية المتراكمة وما خلفته كورونا من انعكاسات سلبية في نفوسنا … وما استخلصنا منها من عبر ودروس….. لكن يبقى…
كل ما علينا فعله هو كسر كل عادة سلبية من خلال التوقف عن تكرارها كما في السابق فمثلا لو كنا مرتبطين بعادة سلبية معينة كل يوم ، نبدا محاولين تجاهل فعلها حتى نصل لعدد اقل من التكرار، الى ان تصبح في خبر كان، على سبيل المثال اذا كنا مدمنين على الوجبات السريعة فلنحاول جاهدين التقليل منها الى ان تنسى..ونستبدلها
باكتساب عادات جديدة ونمط جديد، وهذا يتطلب منا معرفة لإقناع عقلنا الباطن . فمثلا لن نبدا بأكل اي شيئ او ما يسمى نأكل بأعيننا ، حتى نعرف القيمة الغذائية لمأكلنا ومشربنا، و أثره الإيجابي على أجسادنا ونفوسنا وعقلنا، فمن الطبيعي جدا علينا التأكد من الحالة الصحية وهل يتكون غذاءنا على مكون يعود بالنفع على اجسامنا ام لا؟… وهنا حكمة ابريطانية استحظرها تقول: أخذ الغداء كدواء. وإلا تناول الدواء كغذاء….
فتطوير النظام الغذائي سيلعب دورا جوهريا في تغير حياتنا و عاداتنا ، سيمنحنا القوة و النشاط للمزيد من عادات ايجابية وذلك لما يحتويه من مواد تؤثر بشكل مباشر على اداء العقل او الدماغ الذي بدوره سيقوم بادارة الجسد بشكل ملائم..
وكما وجب الاهتمام بالجسد علينا ايضا الا نغفل العناية بالروح, فإذا أصلحنا ما بيننا وبين ربنا، أصلح سبحانه لنا أمور حياتنا كلها، وعشنا حياة طيبة هانئة. و بربط صلة الروح بباريها سبحانه عن طريق
الصلاة نكون قد وضعنا اللبنة الأساس في تنظيم الوقت على اساس يومي و هي وسيلة مجانية للتدريب على الانضباط الذاتي و تفريغ الطاقة السلبية ، لأن الشخص عندما يصلي فانه يقوم بجعل كل الهموم هما واحداً وهو ارضاء الرب على عكس من تتفرق بهم الهموم فيهلكون..
لذالك الالتزام بجدولنا اليومي سيساعدنا على إنجاز ما نريد إنجازه بسرعة أكبر وبدقة افضل وايضا ان كنا ممن ينسى بسرعة ولدينا مشاغل كثيرة فسوف يساعدنا الجدول اليومى على تذكر المهام التي نريد إنجازها ويجب علينا تنظيم وقتنا….ومن ثم إذا أردنا أن نجتاز مرحلة مؤلمة في حياتنا، نعيشها كاملًة، لا نرضى لا بالتخدير ولا التجاهل ولا التحايل ولا أنصاف الحلول وحدها المواجهة هي من تشفي لنا الغليل…
كل ما علينا الرضى بما في ايدينا ولو قليل و لا نقارن أنفسنا مع احد… أعتقدُ بأنّهُ لا يوجد إنسان في هذا الكون يعيش بهدوءٍ وسكينةٍ تامة دون أن يتعرّض لأي نوعٍ من المشاكل المتلاحقة، والهموم المتعددة التي تنعكس بشكلٍ سلبي على مختلف جوانب حياته، في حال اذا لم يُسارع لمُعالجتها وابتكار الحلول المناسبة لها، فكل شخص مختلف عن الاخر ولا يجب ان نتوقع النتائج بل نسعى اليها….
لأن مقارنة النفس بغيرها تقود لأمرين:-
-أولها الفشل والإحباط اذا لم يتم تحقيق ما يحققه الغير..
– ثانيها, أن يكون للنجاح نقطة نهاية هى الوصول إلى حيث وصل إليه الغير وفى ذلك إهدار لما يمكن تحقيقه….
لابد للإنسان أن يستقبل دائماً اليوم الجديد والعام الجديد بالأمل في الغد، وأن الغد سيكون أفضل من اليوم، وكذلك عدم اليأس، لأن اليأس يصيب حياة الإنسان بالدمار، ويبعث على الخمول وعدم النشاط وعدم الرغبة في المبادرة في التغيير، واكتساب المعارف الجديدة، وتحقيق الأحلام الخيرة، والسعي إلى ما يفيد الناس، على كل إنسان ان يعلم جيداً بأن المكسب الذي يحققه في بداية كل عام ليس المكسب المادي وحده بقدر ما ان يكون الكسب لخصال جديدة حميدة ايضا، والبعد عن خصال قديمة بها قدر من السوء، ولو كان بقدر يسير…..
استقبالنا للعام الجديد يحتم على كل إنسان منا ، أن يبدأ عامه الجديد بشخصية جديدة، يكون هدفها دائماً، البعد عن المصادمات، والمشاحنات، وغلق باب كافة الامور التي تزعج المزاج..
لابد لنا في بداية العام الجديد، أن نسأل أنفسنا عن قدر المعارف الجديدة والعلوم التي حصلنا عليها، لأن شخصية الإنسان تنمو بالمعرفة واكتساب مهارات جديدة، وهذا يحدث بقراءة الكتب القيمة، ومجالسة أصحاب الرأي السديد، لأن مجالسة أهل الخبرة والمشورة مكسب لأي إنسان، ينهل من علمهم، ويسألهم ويراجعهم فيما يتوجب عليه فعله، وكذلك ما يجب طرحه، وكل هذا متوفر اليوم بشكل متاح على الهواء مباشرة، وبشكل وفير……
اما أجمل الكلمات التي نستهل بها عامنا هذا الجديد :
لا ننظر خلفنا فذاك ماض يؤلمنا … ولا ننظر إلى اليوم فإنه حاضر يزعجنا
ولا ننظر حتى إلى الأمام فهو مستقبل يؤرقنا … ولكن ننظر إلى اعلى فإن هناك رب رحيم بنا…
ايها الاحبة العيش على الامل والتفاؤل هذا لا يعني. اننا لن نمرض، ولن نتعب، ولن نحزن، فهذا مستحيل تماما. انما التفاؤل المراد ذكره هنا هو ان نمتلك الرضى عن كل الأقدار ونعيشها حامدين شاكرين. المهم الا يكون العيش على الترقب بخوف وحذر ان تكون السنة القادمة كسابقتها مملوءة بالإرهاصات والضغوطات والمتاعب وصعوبات حياتية وهذا شيئ خاطئ للغاية. اذ يجب ان يكون التحضير للعام الجديد مفعما بالاهداف والنصائح التي ستجعل منه باذن الله موفقا بكل المقاييس…
واختم قولي بإختصار، ان العجيب في الامر، هو أننا نرى كثيراً منا يغترّون بالوقت، أو بالزمان..! فتراهم يقولون: الأيام مثل بعضها البعض، وكل شيء متشابه، وفي الوقت متّسع، ومازال في العمر الكثير.. فماذا سيحدث لو أنجزنا عمل اليوم غداً أو بعد غد..؟! فهؤلاء الناس مغبونون في نعمة الفراغ، وهي النعمة التي حذّر منها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بجانب نعمة الصحة، ويمنّون أنفسهم بطول العمر.. والحقيقة الظاهرة لكل ذي لبّ أن الموت أقرب من ابن آدم من حبل الوريد، فمثل هؤلاء الناس لن يحصدوا إلاّ الإخفاق، ولن يذوقوا للنجاح طعماً، ولن يحققوا تقدماً يُذكر في يوم ما..!
وقد فات هؤلاء الناس أيضاً أن الثانية التي تمر لن تعود، وأن اليوم الذي ينتهي هو مؤشر لقربهم من النهاية..
« لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ».. منذ أن كنا صغارًا وهذه الحكمة تتردد على مسامعنا، وربما لم نكن ندرك حينها مدى أهميتها في حياتنا على كافة المستويات، ومدى أهميتها في ديننا، حتى أن عدم اتباعها وركون الإنسان إلى التسويف وتأجيل الأعمال الصالحة والطاعات قد يكون مدخلًا من مداخل الشيطان الرجيم إلى الإنسان.
التسويف خطير جدا و يفوت علينا اجمل شعور وهو التقدم والنجاح والفلاح في الاخرة .. وللتخلص من التسويف علينا ان نحاسب أنفسنا على اساس يومي ونكون قاسيين معها في مثل هذا الحساب ونتذكر ان اليوم الذي يمر انتهى ولن يعود.
وفيما يلي أقدم لكم ايها الأعزاء بعض النقاط تبدو بسيطة، كل واحدة منها تستحق منا حلقة خاصة هذا بعد اذنكم طبعا لكن وجب علي ادراجها اليوم باختصار شديد علها تنفعنا في حياتنا المقبلة بحول الله لخصتها في
ستة نقاط، أراها من أفضل الأطباء في العالم…
- الشمس- ثروة طبيعية ذات فوائد صحية للجسم… أشعة الشمس تعتبر من أهمّ المصادر الطبيعية فيها العديد من الفوائد الضرورية للجسم، ولكن يجب الحرص على اختيار أفضل الأوقات التي تكون فيها أشعة الشمس مفيدة وصحية للجسم، وعدم المبالغة في التعرض لها لساعات طويلة…
- الراحة النفسية- هي من أهم الأمور التي يسعى اليها كل شخص في حياته، لما تجلبه من سعادة وهدوء وسكينة في روحه، وتجعله يعيش حالة من الاستقرار والسلام النفسي.
يجب علينا جميعا أن نسعى طوال الوقت للحصول على الراحة النفسية في الحياة وأن نبتعد عن الضغوطات المستمرة التي تواجهنا ونضع نصب اعيننا… صحتنا هي وحدها اولوياتنا…
3 التمرين- فالتمرينات ولو القصيرة منها على فترات طويلة من الزمن.. بل حتى الدفعات الصغيرة من النشاط تجلب المنافع. فعلى سبيل المثال، إذا لم نكن نستطيع القيام برياضة المشي لمدة 30 دقيقة خلال اليوم، فلنجرب المشي ثلاث مرات تبلغ كل واحدة منها 5 دقائق. فأيُّ قدر من النشاط خيرٌ من عدم القيام بأيِّ نشاط مطلقًا. والأكثر أهمية من ذلك هو جعل النشاط البدني المعتاد جزءًا من نمط حياتنا.. - الأكل الصحي – يردّد الأطباء والأشخاص العاديون والأمهات وخبراء التغذية في العادة. كلمة الأكل الصحي، ودائماً ما تتبادر للذهن هذه الجملة عندما نتناول طعامنا. إنّ الأكل الصحي هو الأكل المتنوع، الذي يحتوي على مجموعات الغذاء كاملةً، من ماءٍ، وكربوهيدرات، وبروتينات، وفيتامينات، ودهون، ومعادن؛ لأنّ الجسم يحتاج هذه المجموعات كاملةً، ولا بد من التنويع في أنماطنا الغذائية كي يصبح طعامنا صحياً خصوصاً أن الالتزام بطعامٍ صحي يعني أن تكون صحّة الجسم أفضل وأؤكد مرة اخرى على المقولة. أخذ الطعام كدواء. وإلا علينا تناول الدواء كغذاء….
- الثقة- الثقة هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته. الثقة بالنفس هي العمود الفقري لشخصية الانسان، إذ بدونها يفقد الإنسان احترامه لذاته، ويصبح عرضة لانتقاد واستغلال من حوله، وبالتالي يعيش حياة بائسة. وعكس ذلك فالشخص المتمتع بالثقة في نفسه تجده محط احترام الجميع، وتكون نظرته للحياة ثاقبة متفائلة.
و لنتذكر دائماً أنه لا يوجد إنسان لا يخطئ فعندما نرتكب خطأ ما، لا ينبغي أن تهتز ثقتنا بانفسنا بل بالعكس نجعل هذا الخطأ يساعدنا على زيادة الثقة بانفسنا ونتعلم من تجاربنا وأخطائنا السابقة.
6 الأصدقاء- هم كنوز الحياة، القناديل التي تضيء لنا ظلمة الدنيا فهم الأنس في الوحدة ومعهم تحلو الأوقات، فالاصدقاء هم من يشاركونا حزننا وهمنا ويخففوا عنا أثقالنا ويهونوا علينا كل الصعاب، ويبعثوا فينا الأمل وحب الحياة، فالصداقة الحقيقية هي المبنية على الصدق والوفاء والإخلاص والحب…
وفي النهاية أدعو نفسي وإياكم كي نتبعوا هاته الطرق السابقة، ونتمنى ان تساعدنا نوعا ما على إستقبال السنة الجديدة وكلنا شعور ببهجة وسرور نحدّد بها أهدافنا، نتصالح مع أنفسنا ونتقبلّها ونهذّبها، نضع خطا نرسمه ، نتوكّل على الله ونمضِي قدما…. وعلى أمل اللقاء بكم، أشكر لكم حسن تتبعكم وإصغائكم وما أهديتموني من وقتكم… ودمتم ترفلون في عافية وهناء…
التعليقات مغلقة.