لاءات وداءات…محمــد عبــد المعــز
بين فترةٍ وأخرى، يُطلُ علينا، مَنْ يزعمون أنهم أهلُ النُّخبة، تارة، وأهل الإفتاء أخرى، وأهل الحل والعقد ثالثة، ورابعة، وخامسة، بما يشغلنا، بلاءاتنا عن داءاتنا، ويغرقنا في فروع الفروع، ويبعدنا عن الأصول، وجادة الصواب…!
وكعادةِ إعلامِنا، غير الميمون، يفسح لهم المجال، لدسِّ سُمومهم، وإلهاء الناس، بجدلٍ عقيم، وكلامٍ لا أصلَ له، وفتاوى لا دليلَ عليها من الكِتاب، ولا السُّنة، وكأنهم أصحابُ الدينِ الجديد…!
ولأن هؤلاء، مفضوحون، يتهمون غيرَهم، ويُشككون في مَنْ وما حولهم، وكأن الاستثناءَ هو الأصل، والقاعِدة لا وجودَ لها، أما أهلُ الذِّكر، ففي سُباتٍ عميق، ولا أدري كيف، وإلى متى؟!
لذلك كثر الزاعقِقونَ والناعِقون، باللاءاتِ الأربع: “لا صيام، لا جماع، لا أزهر، لا إفتاء” والبقية تأتي، ولو سكتَ الجاهِل، لما اختلفَ الناس، كما قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
المسألة أخطرُ من تقنين الفِطر في نهارِ رمضان، وغيره، لأن الأُميين كثيرون في أُمتنا، ومصدرهم شاشة، أوقناة، وهؤلاء شيوخهم، ونخبتهم، ومفتوهم، ومَنْ يسمعون لهم ويطيعون، لذلك تاه الجميعُ بين اللاءات والداءات…!
لمصلحةِ مَنْ يتم تكريسُ الباطِل، والدعوات المستمرة لإبعادِ الناسِ عن دينِهم، رغم أن ذلك يُبعدهم عن رَبِّهم، وسُنَّةِ نبيهم، في أحلكِ الظروف، وأمَسِّ الحاجةِ إلى خالِقهم، ويجعلهم فِـرَقاً وشِيعاً، ويُـلْحِـقُ الضرَرَ بالجميع؟!
أما آنَ لهؤلاءِ أن يكُـفُّـوا عن هذا العبث، ويكفوا الناسَ شَرَّهم، خصوصاً في أزمة كورونا، التي حصدت أرواحَ الملايين، وأصابت غيرَهم، ويسعى الباقون إلى تجنُّب الوباء، أحد جنود الله “وما يعلمُ جُـنودَ رَبِّك إلا هو”؟!
ارحموا الناس، وقبل ذلك أنفسكم، واتقوا الله، الذي يقول: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون”… يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر، فليقُلْ خيراً أو ليصمت”.
…………….
التعليقات مغلقة.