موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لاعب وطبيب… د. ابراهيم مصري النهر

409

لاعب وطبيب…

د. ابراهيم مصري النهر

لاعب وطبيب
دخل على أبيه وضيفه يحمل لهما كوبي الشاي، قدمه أبوه لضيفه بأنه ابنه البكر، وأثنى عليه؛ لتفوقه في دراسته، ولتبادله المركز الأول عاما بعد عام -بعد منافسة شرسة- مع زميل له في الفصل، وحلمه أن يصبح طبيبا يوما ما، ولم يفته أن يخبره أنه يعشق كرة القدم، ولديه مهارات فريدة من نوعها بشهادة كل من رأه وهو يلعب، قدماه تتنفس كرة.

احمرت وجنتاه من إطراء أبيه عليه، وغمغم بكلمات غير مسموعة نظرا لما اعتراه من الخجل، مع ابتسامة حاول جاهدا أن يخفيها.

-رد جليس أبيه ردا على غير المتوقع، ردا محبطا ومخيبا للآمال: (تعليم أيه، بلا تعليم بلا كلام فاضي، اللي اتعلموا عملوا أيه، الدكاترة بقوا زي الهم ع القلب، قاعدين ينشوا في عياداتهم، بيتضربوا ويتهانوا كل يوم في المستشفى….)
-بسسسسس.
-قاطعه، (لا بس ولا حاجة، أنت قلتلي أنه بيلعب كورة كويس، قدم له في نادي، خليه يودع حياة الفقر ويدخل عالم المليونيرات من أوسع أبوابه)

شغلت كلمات الضيف ذهن الطفل الغض، سيطرت على فكره؛انتظم في التمرينات، أهمل دراسته، بزغ نجمه، ذاع صيته……
تلقّفته أيدي السماسرة، لعب بأكبر الأندية، أصبح له متحدثا رسميا، يكسر القواعد والقوانين، تؤدَى له التحية عند دخوله أية مصلحة، اعتدى على طبيب بالسب في مستشفى خاص أثناء الكشف عليه، كسر إشارة المرور ذات يوم؛ استوقفه ضابط المرور، لوح له بيده صارخا في وجهه: ”أنت مش عارف أنا مين“.
أُعير لنادي أوروبي وأصبح راتبه ملايين الدولارات، ظن أنه قادر على فعل أي شيء ولا شيء يعجزه، يغير موديل سيارته الفارهة كما يغير أحدنا نعليه أو ربما جوربيه.
انتشرت كورونا، تذكر أخيرا عشه الذي هجره وناقم عليه، لم يجد غيره مأوى يؤويه، طار إليه مفزوعا مرعوبا، فارا من شبح الموت الذي غزا بلا هوادة حصون الغرب.
في المطار استقبلهم الطاقم الطبي، أضاءوا في وجهه الكاشف الحراري، بدت على ملامحهم علامات القلق، نبست شفاههم بكلمات لم يفهم منها شيئا، تقدم نحوه أربعة يرتدون زيا واقيا يبدون فيه كرواد الفضاء، لفّوه كالأجرب بسترة بلاستيكية، اقتادوه بسرعة لأقرب مستشفى حجر صحي خاص بعد أن رفض الحجز بمستشفى حكومي.
هناك، ذاع الخبر بوصول لاعب الكرة المشهور فلان الفلاني مصابا بكورونا، تعرف عليه زميل الطفولة -الذي كان ينافسه على المركز الأول- يعمل طبيبا بهذه المستشفى.
تدهورت حالته وساءت وأشرف على الموت، ولولا عناية الله وفضله ومهارة هذا الطبيب الناجح في عمله وإن لم يكن في شهرة هذا اللاعب ما عاش.
أنفق جل ماله.. تعافى من مرضه تدريجيا، لكنه لم يعد قادرا على اللعب مستقبلا.
في البيت بعدما خرج من المستشفى، أخبره والده أن صاحبه ذاك، صاحب نصيحة أن تصبح لاعب كرة خير من الطب؛ مات أمس متأثرا بڤيروس كورونا.
د. ابراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.