لامية بقلم محمد كسبه
أثناء إنتظار المصلين في الجامع المكشوف آذان المغرب في رمضان تُفوجِئوا برجل داكن البشرة ، قصير الشعر مجعد يرتدى فستانا أحمرا تظهر ساقيه من فتحاته و يرتدى قرطا في أذنه اليسرى ، أمسك الرجل زجاجة مياه و شرب منها و الناس صائمون ، استنكر الناس فعله ، لكنهم لم يجرأوا على مواجهته ، دخل الرجل ساحة المسجد ، حاول الجميع اخراجه لكنهم لم يقدروا على مجرد الإقتراب منه إذ أمسك بسوط و أشار به إليهم في حركة دائرية لأعلى ، إصطف الناس حوله على شكل دائرة و هو في منتصفها ، كأنه وضع جدارا بينه و بينهم يحميه و يمنعهم منه ، الجميع في ذهول ، أخبرهم أنه يقرأ آيات الله في السماء ، نظروا لأعلى فرأوا غيوم داكنة اللون صغيرة تتحرك في السماء حسب حركة السوط في يده .
بسرعة استجاب له الناس و صدقوه ، أخبرتهم أنه كاذب لكن دون جدوى .
اختفى مدة من الزمن و ذاع صيته ، آمن به الكثيرين في أماكن مختلفة ، تحول لإمرأة بيضاء متحجبة ، تسكن في بيت منعزل من البوص و القش بالأحراش قرب مكان عملي القديم ، فوجئت بالناس يلتفون حولها و يعظمونها و يصدقون ما تخبرهم به و يقولون أنها من الصابئة فأخبرتهم أنها لامية كافرة تدعوهم للشرك ، و أنا بالفعل لا أعرف حقيقة معني كلمة لامية .
كانت تجلس علي كرسي و تحمل كتابا بين يديها ، نظرت إلي بغضب شديد ، طلبت منها أن تقرأ سورة يس ، ألح الجميع عليها بالقراءة كي أصدقها ، تغير و جهها و فتحت الكتاب ، بدأت الأشجار البعيدة خلفها تحترق ، كنت أدعو عليها إن كانت من أهل الكفر أن يحرقها الله بنار جهنم ، لم تستطع قراءة حرف واحد من السورة الكريمة .
نظراتها ارعبتني جدا لكن ما فارق لساني الدعاء عليها بالهلاك .
إستيقظت من النوم و إستعذت بالله من الشيطان الرجيم .
التعليقات مغلقة.