لا تبكني … شعر م. محمد كمال أبو عايد

لاتبكني يا مَن تعيشُ عويلا
فدمي سيُنبتُ في البلادِ نخيلا
وأنا سأحيا عند ربي مُكرماً
وشهادتي لا تقبلُ التأويلا
جسدي سيفنى عندكم مترجلا
شهماً عزيزاً لا يخافُ دخيلا
أبشر بموتي يا أخي متبسماً
قلْ للحناجرِ ترفعُ التهليلا
أنا لم أمتْ فوق الفراش بهيمةً
بل كان موتي هاهنا إكليلا
ودمي سيبقى في الترابِ مرابطاً
حراً شجاعاً مخلصاً ونبيلا
دمنا سيبقى في الهواء عبيرُه
والقدس ترسلُ من شذاه عليلا
دمُنا سيُنبتُ في البلادِ كتائباً
لجنودِ قدسٍ لا تبيعُ أصولا
دمُنا سيبقى لن يجف بأرضنا
يدعو النفوس مبشراً و رسولا
دمنا كشمسٍ لا يغيب ضياءُها
وبكلّ ليلٍ يُشعل القنديلا
واسمع هناك أبا عبيدة ناطقاً
باسم الجهاد ولن تكون ذليلا
هم ظاهرون بدينهم وبحقهم
لن ينصتوا لمن استخف عقولا
إنّا ملوكٌ لا نبيع ترابنا
من باع قدساً لن يعيش طويلا
دمنا المآذن في البلاد دويّها
ترمي على أعدائنا سجيلا
زيتوننا سيظل فوق رفاتنا
سيظل ينبت بكرةً وأصيلا
أشجار غزة لن تزول بقصفها
ونخيل غزة يملك التعديلا
ودم الصغار سيستحيل قذائفاً
ترمي مضاجع من يريد دخولا
إنّا سنبقى هاهنا في أرضنا
قرآننا يحمي لنا الإنجيلا
إنّا سنبقى هاهنا في أرضنا
ولقد رضينا بالجنانِ بديلا
سنظل خلف القدس نأخذ ثأرها
وكتابُ ربي نقتفيه دليلا
وخليجنا يوما سيأتي خلفنا
كلّ الخليج سيرسل البترولا
خيل العراق بمجدها وإبائها
يوما سترفع في السماء صهيلا
وضياء أرض الشام سوف يزورنا
ليعيد صبحا مشرقاً وجميلا
والمغرب العربي يرقب جندنا
سيدق للقدس الشريف طبولا
يوماً ستنهضُ أمتي لدمائِنا
وستستعيد المجد والتببجيلا
يوما ستشرقُ شمسها في أرضنا
يوماً ستُمطرُ للعدو سيولا
يوماً سينهضُ جيشُها برباطِه
مَن في الكنانةِ يشربون النيلا