لا تدخلي التاريخ
مدحت رياض
لا تدخلي التاريخَ في صفحاتي
ويخطُّ اسمُك ماضيا أو آتي
فجيوشُ عمري في المعاركِ قصةٌ
وخسرتُ كلَ الجندِ في غزواتي
دونت أيامَ السعادة أسطرا
وخسارتي مُلئَت بها صفحاتي
لا تدخلي التاريخ من بابي أنا
أوصدتُ بابَ الحب في مأساتي
انا لستُ قيصرَ كي أزيلَ مدائنا
وأحطمَ الأسوارَ في خطواتي
وأُسَطِّر الأيامَ مجدا دائما
ويُجَسَدُ الأبطالُ من مرآتي
أنا لستُ إلا عاشقا قد لفَّه
مسٌّ فهام العمرَ في الطرقات
لا تدخلي التاريخ عبرَ حديثنا
لم يؤخذ السلطان بالأصوات
وممالكُ العشقِ العتيقةِ دُمرَت
وجوادُها قد ضاقَ بالكبوات
فلتهربي خلف الزمان لمرّةٍ
ولتتركي الأيامَ في نبضاتي
أنا والزمانُ تقاربٌ وتباعدٌ
وأضمّدُ العثراتَ بالضحكات
أنا إن ذكرتك مرةً لا تحسبي
أن الخلودَ تضمه أبياتي
أو يستباحُ الفرحُ إن كنا معا
لا والعيونُ النائماتُ بذاتي
أنا محضُ حزنٍ لم يزلْ متمردا
ولتقبلي بالنصحِ والإنصاتِ
ثوري عليَّ وإن رغبتِ فمزقي
ثوبَ المحبةِ وارفضي مرضاتي
لا تدخلي التاريخ عنفا إنه
لا يرضخُ التاريخُ للنزوات
إني جلستُ إلى الزمانِ وعهدنا
ألا أفارقَ معبدي وصلاتي
وكراهبٍ في العشق ألا اشتهي
ويكف عزم السيف والطعنات
قلبي يهيمُ مع الحروفِ وإنما
لن يغفرَ التاريخُ لي زلاتي
التعليقات مغلقة.