موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لا تسألوني مادام هذا الحبر فيكم..بقلم محمد الدكرورى

909

لا تسألوني مادام هذا الحبر فيكم


بقلم / محمـــــد الدكـــــرورى

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقيهًا عالمًا بالفرائض، اسْتُفْتيَ أبو موسى الأشعري في المواريث فأخطأ فصوبه ابن مسعود فقال أبو موسى: ” لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم” ولذلك كان أبو موسى الأشعرى رضي الله عنه يقول ” مجلسٌ كنت أجالسه ابن مسعود أوثقُ في نفسي من عمل سنة “.

وقد شهد له أكابر الصحابة بالعلم كعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال زيد بن وهب: ” إني جالس مع عمر بن الخطاب إذ جاء ابن مسعود، فكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل عمر يكلمه، وتهلل وجهه، ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولّى فأتبعه عمر بصره حتى توارى، فقال: كُنيفٌ مُلِئَ علمًا”. أي: وعاءٌ ملئ علمًا.

وأثنى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمما قال فيه: ” قرأ القرآن وأحلّ حلاله، وحرم حرامه، فقيهٌ في الدين، عالم بالسنة” وشهد له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأن موازينه تثقل به يوم القيامة رغم أنه كان قصيرًا خفيف اللحم، وقال علي بن أبي طالب: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مم تضحكون؟! لَرِجلُ عبد الله أثقلُ في الميزان يوم القيامة من أحد” رواه أحمد.

وكان رضي الله عنه حريصًا على جمع الكلمة، ملتزمًا السمع والطاعة في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، بعيدًا عن الفتنةِ وأهلها مع أنه كان متبوعًا في الدين، إمامًا للناس، له أتباعٌ يأتمرون بأمره، وينتهون بنهيه ، وكان بينه وبين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، خلاف في مسائل، فبعث إليه عثمانُ يأمره بالمجيء من الكوفة إلى المدينة، فاجتمع إليه الناس فقالوا: ” أقم فلا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه “، فقال: ” إن له عليَّ طاعة، وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أولَ من فتحها، فردَّ الناسَ وخرج إليه “.

ويحكي خبر إسلامه فيقول: ” كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي مُعْيط، فمرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” يا غلام: هل من لبن؟!” قلت: نعم؛ ولكني مؤتمن، قال: “فهل من شاة لم ينزُ عليها الفحل؟!”، فأتيته بشاة، فمسح ضِرْعَها فنزل لبن، فحلب في إناءٍ فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: “اقلص”، فقلص، ثم أتيته بعد هذا فقلت: يا رسول الله: علمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: “يرحمك الله؛ إنك غُليِّم معلَّم”. رواه أحمد.

وقال عروة بن الزبير ” كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود”، قال: “اجتمع يومًا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، فَمَنْ رجل يسمعهموه؟! قال عبد الله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله عز وجل سيمنعني “.

قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، فقام عند المقام ثم قال: “بسم الله الرحمن الرحيم: رافعًا صوته: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قال: ثم استقبلها يقرأ فيها. قال: وتأملوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابنُ أم عبد، قال: ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثَّروا في وجهه فقالوا: هذا الذي خشينا عليك، قال: ما كان أعداءُ الله أهونَ عليّ منهم الآن، ولئن شئتم لأغدينهم بمثلها، قالوا: حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون” رواه أحمد.

وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كثير الاختلاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في السفر يعتني بفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وسواكه ونعليه وطهوره، حتى من كثرة اختلافه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُظنُ أنه من أهل بيته، قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ” قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينًا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم “.

وبسبب هذه الملازمة أخذ ابن مسعود الهدي والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان يُشبَّه به، قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما “إن أشبه الناس هديًا وسمتًا ودلاًّ بمحمد صلى الله عليه وسلم عبدُ الله بن مسعود من حين يخرج إلى حين يرجع، فما أدري ما في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابنَ أم عبد من أقربهم وسيلة عند الله يوم القيامة”. رواه الترمذي .

ولقد أخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان عالمًا به، من كبار من يؤخذ عنهم القرآن من الصحابة؛ بل جعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في مقدمة القراء؛ وروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة”. فقال عبد الله بن عمرو في ابن مسعود: ” لا أزال أحبه بعدما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ به”.

التعليقات مغلقة.