لا تعذلوا الصَّبَّ …
جمال أبو أسامة
لستُ الوزيـرَ ولستِ اليومَ ولّادَه
لا تعذلوا الصَّبَ إن جافَى ضنًى زادَه
للقلبِ دِينٌ ودينُ القلبِ عشـقُهُمُ
إن يقتل الشوقُ في المحرابِ عُبّادَه
أجالدُ الليــــلَ حتى ملّني جلدي
وغيّبَ الدهـــرُ عن عينيَّ عُوّادَه
ما أظلمَ الليـــــلَ إلّا حين تُشعلُهُ
مِشكاةُ راهبتي تســــتاقُ أورادَه
ما بين نظرتِهــــا كالظبـيِ خوَّفَهُ
طِرادُ صائدهِ قد سلَّ أعــــــوادَه
أو بين همسٍ لهُ سُكْرُ الخمورِ مَضَت
في دنِّها حِقَبًا والشَّـــدوُ كم زادَه
أو بين شَــعرٍ لها يا حيـن تسدلُهُ
على جبينِ الضِّيا والعطرُ قد ســادَه
أو بين بسمتِها تســــري لناظرِها
سهامَ قتـــــلٍ جرَى يأباهُ أو رادَه
يمضي الحديثُ بنا والصمتُ يوقفُنا
لِيستعيدَ بنا والشّـــــوقُ أمجادَه
وغايةُ الشوقِ كيفَ المرءُ يدركُها
تدنو سَرابًا وصادَ البعدُ مَن صادَه
التعليقات مغلقة.