لا ربيعاً يُشْبهُ الخريفْ ..
للفنان عيسي الدبا
لا ربيعا يشبه الخريف
١
سأمرُّ طيفاً بعينيكِ فلا تنامي
هذا الليلُ لي و عيناكِ سُهادُ الرُّوحْ
لا فرقَ في الموتْ
هواكِ سَكْرَةُ الوداع الأخيرْ
لا وقت للدموعْ
ذكرانا و الصبا صُوَّرُنا البعيدةُ
عقيم هذا الصبرْ
و لا وقت للأعذارْ
بيننا أشباهٌ كثيرة و حُرقتانْ
تفرقنا القبيلةُ و الأقدارْ
لا أحداً في الإنتظارْ
قلبانا و الغيابُ هو الغيابْ
وهذا الليلُ بلا صبحٍ
كي يقتُلهْ .
٣
أخفيني بالذكريات .. و انسيني
لا حُضناً يسعُ العذابَ
فأخفيني
عيناك وِزْرُ القلْبْ
فأخفيني
لا أحداً سيفقدني .. فأخفيني
لستُ أُحبُّ الأضواءَ
فأخفيني
طيفٌ يمشي العذاب بين رمشيْكِ
فأخفيني
ليلي طويلٌ
و أنا العاري .. إلا هوايَ
فأخفيني
سترسُمُني الحُرقة خالاً
ينبتُ يسار الخدْ
حرقتان و البحرُ أزرقُ المَدْ
لا موجاً يشبهني
فلا تسألي الشُّطآنَ عن الغدْ
كل الشموسِ تزُفُه بلا صُبحٍ
كي تقتلهْ .
٣
سأمرُّ دمعةً حرَّى بلا شهيقٍ
فلا توقظي الذكرياتْ
ليلي بلا نسائم تحييه
فلا تؤخري العناقْ
دمي و الحمرة شفتاكِ
فلا تؤخري العناقْ
خيامُنا و الصبا بلا أعذارْ
ألعابُنا و المساءات تزفُّ أقمارها
لا ربيعاً يشبه الخريفْ
نارُ جدِّنا و السّبحة ظِلُ المرجوحةْ
لا دُوَاراً يُصيبُ العينْ
عيوننا و اللقاء ظِلُّ السبحةْ
بخور أمي و الخيمة حُلمنا الوليدُ
لا ربيعاً يشبهُ الخريفْ
سنينُ عُمري و أنت تكبُرينَ
لا سحراً يشبه حُزن عينيكْ
كم عذراً كان لديكْ
و حُزني ينتظر الصبحَ
ليقتلهْ .
٤
أنا الخريفُ .. أنا الخريفْ
عيناكِ و الخيمةُ حُلمنا
لا و ليداً يحيى في السرابْ
أموتُ بكلِّ ربيعٍ
أموت بمراكب الخُطابْ
كم خطيبا كان موتي
و كم رسولاً كان النزيفْ
لا ربيعا يشبه الخريفْ
موتي و الركبانُ تتلو الركبانْ
و لا ربيعاً يشبه الخريفْ
دعاء أمي و الليل أملُ القلبْ
سنينُ عمري و أنت تكبرينَ
عروساً سوداءُ الضفيرةْ
دعاءُ أمي
استخاراتُ الجاراتِ
و الأحجار البيضاءُ فستانُ أميرةْ
لا ربيعاً يشبه الخريفْ
و لا أملاً يكبرُ
و لا صُبحاً يعيشْ
هذي القبيلةُ تهدُر نبضهُ
كي تقتُلهْ .
التعليقات مغلقة.