لا شيء يستحق بقلم : محمد كسبه
تدور الحياة دورتها ، و كما جئت وحيدا ستخرج وحيدا ، كل الآلام ستنتهي و كل الوجع لن يدوم ، لا أحد سيستمر معك في رحلتك من البداية للنهاية ، كل ما حولك من أشخاص و أحداث و أماكن يتغيرون ، لا يوجد ثبات في الدنيا ، التغير قد لا يكون ملحوظا ، ربما لا تشعر به فحكمة الخالق أن يكون التغير الكلي بطيئا بل بطيئا جدا ، حتى يتقبله العقل بمنطقية و حتى تستطيع أن تتقبل التغير .
من حقنا أن نتعصب ، أن نغضب ، أن نثور ، أن نرفض كل ما لا يتوافق معنا ، لكن يلزم أن نضع حدودا للغضب و للكره و أن نضع قيودا للتعصب ، يجب أن نضع مقدارا لكل شيء سواء في الفرح أو الحزن ، فكلاهما زيادته عن الحد يجعلنا موضع إنتقاد الآخرين لنا ، الناس لا تعلم كمية الضغوط التي نتعرض لها يوميا ، لكن منهم من يحقد عليك و يحب ان يراك حزينا ، و منهم من يحسدك ولا يحب أن يراك سعيدا .
فلا تمنح الحاقدين و لا الحاسدين تلك الفرصة ، و اجعل مشاعرك و إنفعالاتك متوازنة بلا مغالاة .
كل المواقف ستنتهي خيرا كان او سوءا ، فكلها أمور مقدرة منذ الأزل و حتما لابد أن تحدث فلا راد لقضاء الله .
في وقتنا هذا أصبح البكاء على اللبن المسكوب ، و الندم على التصرفات الخاطئة رفاهية ، لمن يريد المزيد من الخسائر ، ما حدث قد مر و انتهى ، كل الخسائر سواء كانت مادية أو معنوية يمكن تعويضها إلا الصحة فهى منحة إلهية لنا ، تتناقص تدريجيا مع التقدم في العمر و علينا أن نتقبل ذلك بنفس راضية مطمئنة تثق في تدبير الخالق ، لا شيء يستحق المعاناة و الألم سوى أولئك الذين مهما تغيرنا و قصرنا معهم ، و مهما شغلتنا الدنيا لا يتغيرون علينا و يتقبلونا كما نحن و يعملون بجهد لتهذيب ما أفسدته الحياة فينا و هم قلة و لكنهم الأفضل .
التعليقات مغلقة.