لا هضبة و لا جبل.بقلم.محمد كسبه
الهضبة لقب لا يستحقه المطرب بعد الصفعة الأخيرة لأحد المعجبين في إحدى حفلات الزفاف التي كان يغني بها ؛ لكن أنا مندهش جدا لأن هذا الشاب لم يرد له الصفعة و لم يسبه و كان رد فعله بارداً ؛ لكن يبدو أن هذا الشاب خجول محترم و لم يرد أن يرد الإساءة بمثلها و أراد أن يحافظ على جو البهجة و السعادة لأصحاب الفرح و ألا يكون سببا في تعكير مزاجهم ففضل الانسحاب بهدوء .
إلى هذا الحد للشاب حق الرد بأي وسيلة ترد له اعتباره، و أرجو ألا يكون مثل هؤلاء الذين يسعون وراء الترند ، ففى الفترة الأخيرة فوجئنا بمن يفتعلون مشكلات مع المشاهير أو في الأماكن المشهورة ، ثم نجدهم يظهرون في البرامج التليفزيونية و على منصات التواصل مما يجعلنا نكره التعاطف مع أمثال هؤلاء .
علينا أن نختار من يكون لنا قدوة نفتخر به و نعتز أن تكون لنا صورة معه ، فقط الاختيار الصح يجعل لنا قيمة ، و الاختيارات الخاطئة تكلفنا الكثير و تفقدنا الاحترام و الهيبة .
نحن من يصنع هؤلاء و نجعلهم رموزاً و نجعلهم قدوة و هم لا يستحقون ذلك ، لك أن تتخيل حجم ثروة المطرب فقد وصل للثراء الفاحش الحد الذي جعله يتخيل أنه فوق البشر ، لا راد ولا رادع ، ماذا نريد من هذا المتشبه بالنساء ! الذي يرتدي سلسلة في صدره و حلق و في أذنه ، هل هذا رجل ؟
الهضبة لفظ أطلقه عليه المعجبون ، لا أعرف السبب وراء هذه التسمية ؟ و لا متى تم الاتفاق على أن يكون هذا اللقب خاصاً به .
هو مطرب من نوع خاص استطاع أن يكون له جمهور ممتد عبر الأجيال ، في الأسرة الواحدة تجد له معجبين من الجد إلى الحفيد ، و هذا يعتبر نادرا أن يتكرر ، فهو يتميز بصوت طربي كلاسيكي مميز ، بالإضافة إلى قدرته الفائقة في اختيار الألحان المميزة و الموسيقى التي يدمج فيها الآلات الغربية و كذلك عبقريته في اختيار الموضوعات و الكلمات التي تمس القلوب .
للشهرة ضريبة تسمى التواضع لله عز و جل ، و جبر الخواطر للعباد ، الحب منحة ربانية مجانية ، و أن تكون محبوبا من الناس فتلك ميزة ؛ لكن حين تكون متكبرا مختالا فخورا فأنت لا تستحق الإعجاب ولا تستحق أن يكون لك جمهور ، الصعود للقمة كلفك سنوات عمرك التي تعدت الستين عاما ؛ لكن الهبوط كلفك ثانية واحدة جعلت لك منتقدين و كارهين انتهت القصة و تزلزلت الأرض تحت قدمي الهضبة ، و اعتقد في القادم هناك مزيد من السقطات و الكثير من الزلات .
التعليقات مغلقة.