خاطرة بعنوان( لحظات )
إيمان أحيا
لحظات
تمر على المرء لحظات لا يشعر فيها سوى أن الدمع يتسابق بعينيه، وكأن هناك من وعده بربح سيناله كلما غزر في عيني صاحبه ،وكأن الاثنين الدمع والشريك الخفي هناك من دفعهما لينفردا بابن آدم في تلك اللحظة فلايكون منه سوى الإستسلام لهما بكل أعدائهما الذين تكالبوا عليه جملة واحدة فربما حسبوه قويا بمايكفي والحق أن شرهم أعماهم عن هشاشته .
لحظات ليس بمقدور المرء فيها أن ينظر لما به ينعم، ليس جحود بشري بالنعم ولكنه ضعفُ بشريٍ أمام قوة دنياه ،التي خُيلت له كوحش يقف ندا له لاتعلم بأنه ليس من زمرة الوحوش قد خُلق ، فيتمنى المرء لوأنها طفلة يداعبها يفشي لها مايُسره في نفسه فهي وإن لم تدرك سريرته فلن تثقل عليه بالسخرية أو التهوين ،ولكنها لوكانت كذلك لماكان لهذه اللحظة من علة وجود من الأصل.
تحاول النظر إلى من يبدوا أنك افضل حالا منهم لو وُضعت أمامهم في كفة واحدة والذين ربما لوسمعوا كلماتك لما توقف الأمر عند استهانتم بماتشعر ولتعدى إلى خروجك متهما ببخس النعم وهذا أهون التُهم .
آه ..لو يعلمون جميعا أن لا شأن للأمر بإستشعار النعم ، وإلا فكيف يحيا ذات الشخص بقية أيامه بصورة طبيعية هي ما تستنكر الآن عدم مألوفية تلك اللحظات والعجز أمامها؟.
فربما هو ضيق أصاب الحياة فزفرت أنفاسا مختنقة أصابتنا بالإختناق .
أوربما تلهو معنا لهو لا تُطيقه أنفسنا لجهلها بمكنوناته؛ فلربما تهدف به تأديبنا بأساليب نجهلها،
ربما كل شيئ، وربما لاشيئ، ربما حقا جحود ننكره ،أوربما تيه لانعرف آخره،
وربما حنين لما يستحق الحنين مما مررنا به،أوربما توق للمجهول..أوخوفا منه.
وربما شيئ لانعرفه ،ولكن يكفي وصف مانعرفه.
فعجبا لنفسك حين تجدها تلوذ بالفرار إلى النوم أملا في وضع حد لتلك اللحظات التي قد تطول أياما أو قد تقصُر فتمر،ولكنه ابدا ليس كمرور الكرام ، ولكن حتى عند فرارك من هذه اللحظة متحصنا بأسوار النوم يصعُب على قلبك مرور هذه اللحظات من عمرك بهذا الشكل ولكنك في ذات الوقت تجهل السبيل إلى مرورها بشاكلة اخرى ،وكأنها مسافر ثقيل يأبى إلا أن تكون إحدى محطاته ويرهقك بأمتعته ،ورغم قسوته تتمنى لو أنك أخر محطاته لكيلا يمر على آخرين بنفس الثقل فتشعر هنا كأنك أقوى وأكثر احتمالا لمرورها من غيرك..
والحق أني لا أعلم من صاحب الأثر الأقوى ومن الأكثر صمودا ،ولكني لا أنكر قوتها بحال من الأحوال ؛فلن يحول الإنكار بين الفريسة والصياد عندما يقفان في مواجهة كل منهما للآخر بين حقيقة واحدة وهي غلبة أحدهما للآخر، وبالطبع سيكون صاحب الأسلحة الأكثر فتكا..
ولكن ربما تكون عبراتك إنتصارا لك وإن بدت غير ذلك ،فتتركها تسيل على خديك لتكسر جمود الألم المخفي الذي استفزها بداخلك ، فتجدك وكأنك قبلت بالنزول عن رغبته لتُرضي غروره بإسقاط دموعك فتجعله غارقا في غرورالمنتصر،والحق أنك من تستخدمه لتنظف قلبك من شوائب حاولت العلق به فلم تكن تلك الدموع سوى وسيلتك لذلك، فلاتكترت كثيرا لغرور الألم ونشوة إنتصاره الوهمية وإحتفظ لنفسك بماتعلمه عنها ليدوم بداخلك نصر وإن كان غير مرئي ولكنه يملؤ كل أركان جسدك حد الإكتفاء والإستغناء عن كل شيئ .
التعليقات مغلقة.