لغة العروبة بقلم د. جميل أحمد شريقي
مكَّنتُ من لغةِ العروبةِ منطقي
حتى استحالت كالشذا في منطقي
وسرت دماءً في شراييني التي
أحيت فؤادي بالكلامِ الرائقِ
يا بردَها من منهجٍ أختارُه
فينير لي دربَ الهوى بالمطلقِ
.
لغةُ الفصاحةِ والبيانِ تضمَّنا
وتلمُّ شعثَ العُربِ بعدَ تفرّقِ
وتبثُّ في العربِ الكرامِ مروءةً
فُقِدَت بما يُلقي نصيرُ تمزّقِ
أبداً تسيلُ على الفؤادِ برودةً
وحلاوةً تحلو لأحلى ناطقِ
.
إني سمعتُ أنينَها وبكاءَها
وحفظتُ شكواها بوعيٍّ صادقِ
قالتْ وفي زفراتِها ألمُ الضنى
ودواؤها قد عزَّ دونَ تحقُّقِ :
إني أموتُ وقاتلي من مِلَّتي
يعطي الحياةَ ولا يجودُ بخافقِ
.
في الدرسِ يهجرُني المربّي عامداً
ويقولُ: في الفصحى عدوُّ الناطقِ
وأرى الشبيبةَ يخلطونَ نقاوتي
بالأعجميِّ وبالسعار المُحرقِ
حتى شيوخُ العلمِ أتقنَ بعضُهم
فنَّ الرطانةِ في سبيلِ تملُّقِ
.
يحبو الصغيرُ لكي يقومَ ويرتضي
في روضةٍ غنَّاءَ ذاتِ تألُّقِ
فعلامَ لا يرقى بضبطِ لسانِهِ
بقواعدِ اللفظِ الفصيحِ المُشرقِ؟
لكنه زمنٌ يُخانُ تراثُه
بل يُدَّعى إحياؤه فيما بَقي
.
يا مدَّعي التمكينِ لستَ ممكَّناً
حتى تخوضَ غمارَه كي ترتقي
فاللؤلؤُ المكنونُ يجني وهجَهُ
مَن خاضَ في لججٍ بفكرِ تعمُّقِ
أما ادِّعاءٌ بالفصاحة علةً
فلعمرُ عمركَ ذاك نهجُ الأحمقِ
.
لغةُ العروبةِ أنتِ وهجُ حياتِنا
بكِ نستمدُّ ومن معينكِ نستقي
وبكِ اتِّحادُ العُربِ لا تفريقُهم
إن أخلصوا في حفظِهم للموثقِ
إنّ التمكُّنَ لا يكونُ بجلسةٍ
أو بامتحانٍ لانطلاقِ العالقِ
.
هذا لسانُ العربِ صانَ جمالَهُ
قرآنُ ربي،بالنبيِّ الصادقِ
فاحرص على أن ترتقي ببهائِهِ
واحذرْ من الهجرِ المقيت الصاعقِ
.
بقلم
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
التعليقات مغلقة.