لغتي شعر.. عزيزة طرابلسي
عشقتُ لغتي العربيَّة بشعرِها ونثرها ،
وأُخِذْتُ بها لغةً لكتابِ الله ، ومصدرًا للتشريعِ والعبادةِ ، والخلقِ الإسلامي القويم
وشاء الله أن يُكرمَني في خريف العمر بوحي الشِّعر ، فكانت هذه القصيدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربيَّة ١٨ /١٢
كلُّ عام ولغتنا بخير ، كلُّ عام ولغتنا الحبيبة وعاء للفكر والمشاعر ، كلُّ عام ولغتنا طريقنا إلى التعافي وسلاحنا في الدِّفاع عن وجودنا .
١-كم يُسعدُ المرءَ أن يجني كما زرعا
وكم يُسَرُّ إذا داعي الحصادِ دعا
.
٢-وزائري بغتةً والقلبُ قد عَصَفَتْ
بهِ رياحُ خريفِ العمرِ وانصدعا
.
٣ -قد جاء يحيي من الأحداثِ ما طُوِيَتْ
عليهِ صفحةُ دهرٍ مَرَّ ، وانقطعا
.
٤-وصلتُ ودِّي مع الأيَّامِ حينَ أتى
فأيقظَ الوحيُ قلبي بعدما هجعا
.
ه-رِفقًا بقلبٍ جفاهُ الصَّحبُ وارتحلوا
وخلَّفوهُ وحيدًا يشتكي الوجعا
.
٦-عَتِبتُ دهرًا على الأيَّامِ أَنْ تركتْ
بيني وبين القوافي حاجِزًا رَدَعا
.
٧-عشِقتُها لغةً تزهو بِقوَّتِها
وتزدهي بِثراءٍ طالما اتَّسَعا
.
٨-للعلم ، للفنِّ ، للتَّاريخِ مُذْ وُجِدَتْ
ما أَعجَزَتْ مبدِعًا يومًا ومُخترِعا
.
٩-وزادَها الله تعظيماً وتَكرِمَةً
ة إذأنطقَ الضَّادَ بالحقِّ الذي صدعا
.
١٠-ياحلوةَالجرسِ يسري في القلوب ندى
ويبعثُ الرُّوحَ في أعطافِ مَنْ سمعا
.
١١-حروفُكِ الغُرُّ تجلو كلَّ ماحُجِبا
مِنَ المشاعِرِ والأفكارِ وامتنعا
.
١٢-كم لامَسَ الشِّعرُ منها عاشِقًا دَنِفًا
وكم أضاءَ سماءَ المجدِ والتمعا
.
١٣-قد وحَّدت أممًا في ظلِّ عزَّتِها
وفي ظلامِ الرَّزايا نورُها سطعا
.
١٤-فما لأبناءِ قومي يقلبونَ لها
ظهرَ المِجَنِّ ، ويسترضون مَنْ طمِعا ؟!!
.
١٥-ومالكم ؟ ويحكم ! لاتحفلون بها
والداَّءُ والضَّعفُ في أوصالِها رَتَعا
.
١٦-غوصوا على دُرِّها يا قومُ والتمِسوا
لها البقاءَ ، فمنها فجرُكم طَلَعا
.
١٧-وألبِسوها ثيابَ العزِّ ثانيةً
وزيِّنوا جيدَها بالمجدِ مُرْتَجَعا
.
١٨-وعلِّموا النشءَ أن يسعَوا لنجدَتِها
مِنَ المخاطرِ ، كادَ الشَّرُّ أن يقعا
.
١٩-فجدِّدوا مَنهجَ التَّعليمِ وابتكروا
مِنَ الطَّرائقِ ما يُجدي إذا أتُّبِعا
.
عزيزة طرابلسي
دمشق سوريَّة
١٨ /١٢ / ٢٠٢٢
التعليقات مغلقة.