لــمَــــى…ورد فنوني شعر عبدالعظيم الأحول
يا عَصفَـةَ الحُـسنِ المُـرَوِّعِ أقبِلِـــي
بَـحرِي أسيـرُكِ ، والعُـبابُ عُيونـــي
أنواءُ شَوقي ليسَ يحدوهــا المَدَى
وحَـنِـينُ نَـظْـراتــي يَـقُـدُّ جُـفونِــي
سُـفُـنُ الـغَرامِ تَـمايَـلَتْ وتَراقَصَــتْ
فَـتَـوَهَْجِـي يا عِـشقَـهـا ، وفُتُونـــي
ولـتَـحـرِقيهـا بَـهجَـــةً وصَـبــابَــــةً
بِـمُـروجِ عَـطفِـكِ يا لَظَى المَفتُــونِ
إنّـي هَجِيـعٌ في ضُـمُـورِ شَواطِئــي
مُـتَـرَقِْبٌ ، هَـــشٌّ كـمــا العُرجُـــونِ
بِـيــنِـي بِطَـرفٍ ســــاحِـرٍ مُـتَـمَـــرِّدٍ
يَـجتـاحُ شِقـوَةَ لَـوْعَتِي وظُنُـونِـــي
والـرِّمشُ يَـذبَـحُني على أهــدابِـــهِ
فأسٍـيـلُ في خَدَّيكٍ مَحضَ فُنـــونِ
يَـرعـاهُما شَغَفُ اللَّما ، وذُؤابَتِـــــي
وأعُـبُّ عٍـطرًا في رُبوعِ مُتُـونِـــــي
مُستَبسِـلٌ فوقَ الشٍّفـــاهِ بدَولَتِـــي
فَيَـخِـرُّ جيشُ الطـاعِنِ المَطعُــــونِ
والـسُّـكـرُ يُسقِطُ رايَتي ومَهابَتـــي
فلأنتِ مَـمـلَـكَـتي وكُـلُّ حُصـــوني
وعلى حَـريرِ يَدَيكِ تَمــرَحُ راحَتِـي
قلبـي بكَـفِّي ، فاحتويــهِ وصُونــي
وَدَعِـيـــهِ يَـلـثُـمُ جَـنَّــةً بِـأنــامِـــلٍ
مِن نِـيـلِ حُـبِّـكِ أورَقَت بغُصُونــي
قَـلـبـانٍ في كَـفَّـيْنِ ما ذاقــا الهَوَى
إلّا بِـلَـمـــسٍ رائــــعِ الأيــقُـــــــونِ
ونَـسائـمُ الـتَّـنهِيدِ عِطـرٌ مُـدهِـــشٌ
يُـلـقِـي بِـنـا في ضَـمَّـةٍ وشُـجُـوــنِ
حَـتَّـى تَـلاشَـى كُـلُّ شَـيءٍ بَينَـنــــا
لَـم أدرِ مَن كُنتُ ، وأيــنَ تَـكُـونِــي
زارَ الـرَّبيعُ قُـلُـوبَـنــا ، فَـتبدَّدَ الـــــ
حُـزنُ الذي شِـلـنـا لِـحُـلوِ رُجُــــونِ
لَكِـنْ ؛ يُـكَـبِّـلُ فَرحَتي قَلَقُ الجَفـــا
وأُرِيـدُ قَـلـبَـكِ فـــي غَـدٍ مَـأمُـــونِ
فَـأنـا أسِـيـرٌ فِـي غَـرامِ مَـلِـيكَتـــي
ونَـعِـيـمُ قُـربِـكِ لَيسَ بالمَضمُــــونِ
ولَكَمْ تَلَظَّتْ في البُعــادِ حُشاشَتــي
وأقَـضَّ جَفـوُكِ هَدأتِـي وسُكُونِــــي
وأنا بِعِشقِكِ صِرتُ سُلطانَ الهَــــوَى
يَتَـلَـمَّسُ العُشّـــــاقُ وَردَ فُـنُـونِــــي
ورَسَمتُ فَوقَ الشَمسِ أحرُفَ عِزَّتي
ورَفَـلـتُ رَفـلَ المُعـجَـبِ المَـيسُـونِ
فلقد رَبِحتُ النُّـورَ ، والقَـلـبَ الــذي
نَـشَـرَ الـسُّـرورَ بـكَـوكَــبٍ مَـحـزُونِ
وَوَلَـجـتُ قَصرَ الحُسنِ مَشدوهًا بما
وَطِـئَـتْ رُبــاهُ مَـجـامِـعِـي وعُيوني
وعَـقَرتُ عُـمـرًا ؛ كُـنتُ أهذي مُدنَفًـا
فِـي جُـبِّــــهِ ، وأصِيحُ كـالـمَجنــونِ
ونَـهَـلـتُ مِـن كَــأسِ التَّفَـرُّدِ عُجبَــهُ
وصَـهَـرتُ قَيـظَـكِ في لهيبِ أتوني
وعَـرَجتُ في نُـعـمَى هواكِ مُجَنَّحًـا
جَـذلانَ ، تـأتَـلِــقُ الـمَـغـانِـمُ دُونِـي
وملكتُ مُزنَ الحُسنِ ؛ أهطِلُ فوقَها
فَـرَحًـا ، وتَـهـطِـلُ سَكـرَةَ المَسكُونِ
وسَجَنتُ رُوحي في غَرامِـكِ مُطلَقًا
فَـتَـرَفَّقِـي يــا سَـلــوَةَ الـمَـسجُــونِ
لا تَـخـتِـري عشقــي ولا تتجَـبَّــرِي
إن تَـفعَـلـــي ؛ يَغشاكِ وَدقُ الـهُـونِ
وتَـرَيْـنَ أشـواقًــا تَـضَـرَّمَ جَـمـرُهــا
فلقَـد زَرَعـتُ لَـمـايَ حَـيثُ تَبيـنِــي
مساء الجمعة غرة ذي القعدة ١٤٤٢هـ
١١ حزيران ٢٠٢١م
التعليقات مغلقة.